صباح_مصري …..
الهروب الكبير …..
بقلم : د. سمير المصري
الملل يصبح مشكلة حقيقية عندما يمنعك من إكمال المهام الضرورية
أو قد يؤثر على جودة انتاجك في حياتك
قد يعاني كل شخص منا من الملل بشكل مختلف عن غيره
وبحسب علماء الطب النفسي فقد يحدث ذلك الشعور بسبب عدم الحصول على الراحة أو التغذية الكافية
او المعاناة من مستويات منخفضة من التحفيز الذهني
وقد تكون قلة الاختيارات أو القدرة على التحكم في الأنشطة اليومية
وكذا عدم وجود اهتمامات متنوع ومختلفة
وقد تكون عدم القدرة على تنظيم الوقت والخوف واضطرابات القلق والاكتئاب .
قد نشعر بالملل وهو شعور مألوف وشائع للغاية بين البشر
ومع ذلك يصبح الملل مشكلة حقيقية عندما يمنعك من إكمال المهام الضرورية أو يؤثر على جودة حياتك
وإذا كنت تعاني من القلق والتوتر المزمن، فقد تكون أكثر تعرضا للاكتئاب بعد التعرض لفترات زمنية طويلة من الملل
فهل تعلم أن شعورك باللاجدوى وهو مرتبط بالاكتئاب
يدفعك للمعاناة من مشاعر متكررة باليأس، والحزن، والذنب، والفشل أو تضرر الصورة الذاتية ؟
ففي هذه الحالة ينبغي عليك ان تراجع طبيب نفسي متخصص لمساعدتك في معرفة أسباب دخولك في هذه الحلقة المفرغة
والطريق الأمثل للخروج منها ومعالجتها بوعي وحكمة مطلوبة
أما في حالة إذا لم يكن شعورك مرتبطا بالاكتئاب
فعلى الأغلب تكون قد وقعت في أنماط تفكير وسلوكيات تزيد من شعورك بالسلبية ،
فعندما تشعر أنك بلا اتجاه أو أهداف فعلى الأغلب ستتعثر خلال يومك بأنك تقوم بالأشياء التي يُطالبك الآخرون القيام بها أو يتوقعونها منك …
هكذا هي طبائع الامور
صحيح أنه قد تكون لديك حياة يحسدك عليها الكثيرون
لكنك بسبب شعورك باللاجدوى سترغب في تغيير كل شيء ..
بل والهروب من كل شيء.
ففكرة الحياة ذات المعنى هي أن تحقق الرضا الشخصي
والشعور بالإنجاز ، ودرجة معينة من السعادة.
ان أهداف الحياة تلك التي قد تكون بالنسبة للبعض في مهنة تسعدهم ويتحمسون في ممارستها
بينما قد يجد البعض الآخر هدف حياتهم في خدمة الآخرين أو الضعفاء، أو قد يجدها الفنانون في الإبداع.
فهناك اعداد لا حصر له من المسارات، وكلها قابلة للتطبيق،
لذلك لا يوجد طريق محدد لأهداف الحياة
وسيكون المسار فريدا بالنسبة لك، وقابلا للتعديل والتطوير.
ان الإفراط في التعرُّض للترفيه أصبح محورا أساسيا في الشعور بالملل الدائم ، إذ يمكن لإعداد لا تنتهي من خيارات الترفيه والمُتعة
أن تجعل حياتك تبدو باهتة ومملة وغير مُجدية خاصة مع تعدد وسائل التواصل الاجتماعي
إذ أصبحت قدرة البشر على الاستمتاع بالهدوء والأنشطة ذات المتعة المؤجلة مثل القراءة أمرا نادرا.
فهل يجعل هذا من الصعب الانخراط في أنشطة أكثر صعوبة حيث أنها قد توفر المعنى أو الإثارة أو الترفيه الحقيقي ؟
نعم الإفراط في التعرُّض للترفيه أصبح سببا أساسيا في الشعور بالملل الدائم
والحل هو الانخراط في الحياة ،
فالطريقة الوحيدة
لكي تعرف ما الذي يوفر لك السعادة والرضا ويقاوم شعورك بالملل في حياتك هو الانخراط بنشاط في الحياة والقيام بالأشياء والأنشطة المختلفة لحين إيجاد هدفك.
غدا كيف نقاوم الإحساس بالملل ….؟
غدا صباح مصري جديد ،،،،،
د سمير النصري