أشادت تركيا الثلاثاء بـ”المكاسب الكبيرة” التي حققتها أذربيجان ضد أرمينيا في ناغورني قره باغ بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار برعايه روسية حيث صرح رئيس دولة أذربيجان إلهام علييف قائلاً ” أرمينيا وقّعت “وثيقة استسلام” في ناغورني قره باغ .
وكتب وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو على تويتر :”حققت أذربيجان مكاسب كبيرة على الأرض وعلى طاولة المفاوضات. أهنئها بكل صدق على هذا النجاح”.
حيث أنه وبعد ستّة أسابيع من المعارك الدامية واللتي قمنا بتوضيحها وأسبابها من قبل وقّعت كلاً من أرمينيا وأذربيجان اللتي تخلت عنها دولة إيران الحدوديه في الفتره الأخيره بسبب تبرأ أكثر من ٧٥ % من شعبها من المذهب ا’لرافضي الذي تنتهجه إيران وتحولهم إلى زيدين وأهل سنه وجماعه مما أدى إلى دعم الأتراك لها بكل قوه حتى إنتصرت وأجبرت أرمينيا على توقيع وثيقه إستسلام برعاية روسيا اللتي تدعم أرمينيا وذلك لوقف إطلاق النار في ناغورني قره باغ يكرّس الانتصارات العسكرية اللتي حقّقتها قوات باكو في الإقليم الانفصالي.
وسوف ينتشر نحو ألفي جندي روسي في الساعات أو الأيام القليله المقبله في هذه المنطقة اللتي تسكنها غالبية من الأرمن والتي انفصلت عن أذربيجان بعد حروب التسعينات اللتي كانت بينهم طبقاً لإتفاقية السلام المبرمه ، وبالفعل قد أقلعت أول طائرة من طراز إليوتشن 7 تحمل عناصر من الجيش الروسي باتجاه قره باغ بحسب وزارة الدفاع الروسية .
وقد وقع الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ عند الساعة 21,00 ت غ الاثنين، كل من الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان وكذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، وقال بوتين إن الطرفين المتنازعين سيحتفظان “بالمواقع التي يسيطران عليها”، ما يعني خسارة الانفصاليين الأرمن السيطرة على أنحاء واسعة من الإقليم بعدما دحرتهم القوات الأذربيجانية وفقاً لشهود عيان على ذلك .
وقال باشينيان أيضاً في بيان على صفحته عبر فيسبوك “لقد وقّعت إعلاناً مع الرئيسين الروسي والأذربيجاني لإنهاء الحرب في قره باغ”، واصفاً هذه الخطوة بأنّها “مؤلمة بشكل لا يوصف، لي شخصياً كما لشعبنا” ،
وتابع أنّه اتّخذ قرار التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار “بعد تحليل معمّق للوضع العسكري”، في إشارة إلى التقدّم الذي حقّقته القوات الأذربيجانية على مدى الأسابيع الستّة الماضية، مشدّداً على أنّ هذا الاتّفاق هو “أفضل الحلول المتاحة في الوضع الراهن”.
وقد أتى تصريح الرئيس الروسي بعد دقائق من إعلان رئيس الوزراء الأرميني أنّه وقّع اتفاقاً “مؤلماً” مع كلّ من أذربيجان وروسيا لإنهاء الحرب في الإقليم المتنازع عليه ، وأتى إبرام هذا الاتفاق بعد إعلان القوات الأذربيجانية أنّها سيطرت على مدينة شوشة المدينة الاستراتيجية الواقعة على بُعد 15 كيلومتراً من عاصمة الإقليم الانفصالي ستيباناكرت، وهو ما نفته القوات الانفصالية حيث يمثّل سقوط هذه المدينة نقطة تحوّل في الحرب .
وعلى الجانب الأخر تحدث ّ رئيس أذربيجان إلهام علييف عن “وثيقة استسلام” أُرغمت يريفان على توقيعها بعد ستّة أسابيع من المعارك قائلاً في خطاب عبر التلفزيون “لقد أجبرناه (رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان) على توقيع الوثيقة، إنها بالأساس وثيقة استسلام” ،
وأضاف “لقد قلت إنّنا سنطردهم (الأرمينيين) من أراضينا طرد الكلاب، وقد فعلنا”. وأوضح الرئيس الأذربيجاني أنّ اتفاق وقف إطلاق النار يرتدي “أهمية تاريخية”، مشيراً إلى أنّه ينصّ على أن تسحب أرمينيا قواتها من الإقليم خلال مهلة زمنية قصيرة، وعلى أن تشارك روسيا وكذلك أيضاً تركيا، حليفة أذربيجان، في تطبيق بنود الاتفاق على أن يكونا جنود حفظ السلام من الأتراك والروس .
وقد نعت علييف رئييس الوزراء الأرميني ب”الجبان” لأنّه لم يوقّع الاتّفاق أمام عدسات وسائل الإعلام خاصةً وأن الاتفاق كان على استعادة أذربيجان السيطرة على العديد من المناطق التي كان يسيطر عليها الانفصاليون ودحروا منها، كما يبقي على ممرّ برّي يربط بين الأراضي التي لا تزال تحت سيطرة الانفصاليين وأرمينيا .
وأما عن الجانب الروسي فقد أعرب بوتين عن أمله في أن يؤدّي هذا الاتفاق إلى “تهيئة الظروف اللازمة لتسوية دائمة” للنزاع ، حيث يُحكى أنه قد أسفر في ناغورني قره باغ عن مقتل ما لا يقلّ عن 1300 شخص منذ 27 أيلول/سبتمبر، وفقاً لإحصائيات جزئية نشرها الطرفان، علماً بأنّ أذربيجان لم تعلن عن خسائرها العسكرية، مما يعني أنّ الحصيلة الفعلية لعدد القتلى في كلا المعسكرين يمكن أن تكون بالآلاف ،
حيث اندلعت المواجهات أواخر أيلول/سبتمبر بين الجيش الأذربيجاني والانفصاليين للسيطرة على قره باغ، التي أعلنت استقلالها قبل حوالى 30 عاماً في خطوة لم تعترف بها الأسرة الدولية، ولا حتى أرمينيا .
وأتى توقيع الاتفاق بعد ساعات على تقديم باكو اعتذاراً رسمياً لموسكو على إسقاطها من طريق الخطأ مروحية عسكرية روسية كانت تحلق فوق أرمينيا قرب الحدود الأذربيجانية، في حادث أسفر عن مقتل اثنين من أفراد طاقم المروحية وهي من طراز مي-24 وإصابة ثالث بجروح متوسطة الخطورة ،
مع العلم أنه قد فشلت محاولات عديدة سابقة لوقف إطلاق النار برعاية موسكو وباريس وواشنطن اللتي تتشارك رئاسة مجموعة مينسك المكلفة منذ عام 1994 إيجاد حلّ للنزاع.
وتكثّفت الجهود الدبلوماسية في نهاية الأسبوع مع اشتداد المعارك قرب شوشة، التي يسمّيها الأرمن شوشي، وتحدّث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السبت مع نظيريه الفرنسي ماكرون والتركي رجب طيب أردوغان خاصةً بعد إعلان أذربيجان السيطرة على شوشة، معتبراً هذا الانتصار “مؤشّراً على قرب تحرير باقي أنحاء المناطق المحتلة”
وأما عن الوضع الداخلي في أرمينيا فإنه سرعان ما أدى ذلك إلى اندلاع تظاهرات غضب حيث اقتحم المتظاهرون مقري الحكومة والبرلمان ليلا إلا أن قوات مكافحة الشغب استعادت السيطرة عليهما صباح الثلاثاء ، حيث أنه من المرجح أن تهدد الهزيمة العسكرية في ناغورني قره باغ مستقبل رئيس الوزراء الذي وصل إلى السلطة من خلال ثورة شعبية في العام 2018 ، وحيث أنه أيضاً و قبل الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار، دعا 17 حزبا معارضا إلى استقالته نظراً لهزيمته الساحقه أمام القوات الأذريه وإنتشرت شائعات في البلاد بفراره وتهريب إبنتيه إلى كندا والتهديد بقتله ، الأمر الذي أدى إلى قيام باشنيان بنفي تلك الشائعات وقال على صفحته على الفايس بوك أنه في أرمينيا وما زال يقوم بعمله ،
في الوقت نفسه يتوقع عدد لا بأس به من المحللين والخبراء السياسيين بقيام إنقلاب عسكري قريباً جداً عليه وذلك لإجباره على الإستقاله وتنحيه على الفور محملين إياه كافةً الخسائر الفادحة التي تكبدتها البلاد منذ تجدد الصراع وحتى الآن .