قصيدة بعنوان:
(ساومتُ نفسِى أُشهِدُك)
للشاعرة الدكتورة/ نادية حلمى
متابعة د.عبدالله مباشر رومانيا
الخبيرة فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ مساعد العلوم السياسية جامعة بنى سويف
ولما طالت غيبتُك، قررتُ أخرُج مِن سُباتِى إلى الملأ مُتحدِثة… ساومتُ نفسِى أُشهِدُك، أنِى أمُرُ بِلحظاتِ ضعفٍ لا تُقاوم، وأنِى فِيكَ مُعذبة
أعترِفُ خجلى مِن شِعُورِى بِإختِلافِى فِى حِضُورك بِغيرِ وعِىٍ هائِمة… أكتمِلُ بِك بِغيرِ نقصٍ يعترِينِى، وعِندَ ضيقِى تحتوِينِى فِى بِرُودِى، تُعيدُ ذاتِى دافِئة
عجزتُ أهرُب مِن أنِينِى، فاضت هِمُومِى فِى بُعادِك، فنسيتُ أنِى مُحارِبة… مزقتَ قلبِى لِإختِراقِه بِغيرِ إِذنٍ، دوختَ عقلِى، فسقطتُ فِيكَ مُتلهِفة
زادَ إرتِباكِى مِن جدِيدٍ، فأنهزمتُ مِن لمسةِ يدُك الساحِرة… بدلتُ حالِى فِى وِجُودك، أُصارِع شِمُوخِى ما بينَ حُبٍ وضعفٍ يُشبِه لدّى المُعجِزة
غرقتُ فِيكَ وحدُكَ، حاصرتُ حُبِى فِى البِداية مُتكبِرة… قيدتُ شغفِى بِكُلٍ عِندٍ، ولكنِى عُدت بعدَ حِينٍ فِى جِمُوحِى باكِية
والآن أُدرِك أنه لا سبِيلَ لِلهِرُوبِ مِنكَ سِوى إِليكَ بِدُونِ أى مُكابرَة… قد فاتَ زمناً كى أُقاوِم ما تسللَ فِى داخِلى مُتدفِقاً، خابت ظِنُونِى يائِسة
أنهارُ حُباً فِى الصباحِ، ثُمّ أعودُ مُحذِرة لِكى يرانِى الآخرُون كما أنا مُتجمِدة… أزدادُ شوقاً كُلَ يومٍ، فأتحدَى ذاتِى بِقِناعِ وجهٍ يُخفِى الملامِح، بِغيرِ بوحٍ كاتِمة
أُظهِرُ دوماً شخصِية أُخرَى تعيشُ بِى فِى إغتِرابٍ مُتمرِدة… أعيشُ فيكَ حماقتِى وحُريتِى، أطلُبْ ظِهُورك كى تهدأ هواجِسِى مُتراجِعة
وكعادتِى، أرتدِى لِمظهرِى على الدوامِ تفاصِيلُ أُخرى بارِدة… وأرتجِفُ دوماً فِى سِكُونِى، رُغمّ أنى أبدُو مُتحفِظة
فالحُبُ ضعفٌ فِى قامُوسِى، لا أُودُ أفتضِحُ أمرِى أُعلِنُه… والحُبُ لعنةٌ تُصيبُ قلباً تُربِكُه، كمِثل حالِى ذاتَ يومٍ لم أكُن أُصدِقُه
أقرأ خِطابُك وأختبِئ تحتَ الغِطاء، يرتعِدُ جسدِى مِنْ جِمُودِه مُتعرِقة… أسقُط كثيراً لِنسيانِ أمرِى، تنطُق شفاهِى إسمُكَ مُنادِية
شئٌ غرِيبٌ قد حلّ بِى أجهلُه، رُغم إتِهامُك لى ذاتَ يومٍ بِأنِنى مُتعالِية… أتماسك قلِيلاً لعلِى أهدأ، ثُمّ أضيعُ بِغيرِ قصدٍ فِى إنْهيارِى مُتذبذِبة
أراكَ حولِى فِى أى جِهةٍ أمشِى إليها، وبِأناقتِى مُتهيأة… أتلفت إليكَ، تُطوِق ذِراعِى فأُبعِدُها عنِى وأنا أُرِيدُ، وكعادتِى مُتلعثِمة
أُسافِر إليكَ قِممَ السحابِ أُحاوِطُك، لِأظلُ نِجمة فِى سماؤُكَ سارِية… يهتزُ وجدِى مِنْ جفاكَ، فأثُورُ عُمراً فِى لهيبُك مُتلألِئة
عودتُ فِكرِى أن ينشغِل لِوضعِ حلٍ يُؤتِيكَ لِى، وأنا أُكابِر مُتصلِدة… أرضيتُ ذاتِى فِى رسمِ خِططٍ تدنُوكَ مِنى، تطلُبْ رِضايا، فيضِيقُ خُلقِى مُتجهِمة
أُقولُ دوماً بِأنِى أرغب، ولكِنى أقوى مِن شِعُورِى مُتحدِية… يضِيعُ حالِى فِى رِهانِى طُوالَ وقتِى لِهزِيمتِى بِغيرِ فوزٍ خاسِرة
أكتُمْ حنينِى لعلُه يهبُط فِى خيالِى، إلا أنِى أنكمِش مُتجزِأة… أُحاوِلُ أن أستعِيد رُشدِى، أُلملِمْ شتاتِى كى أُرضِى نفسِى مُرغمة
عانقتُ حُزنِى فِى إبتِعادُك، فظللتُ أعشق ثُمّ أحزن، فبدوتَ لِى طاغِية… فأزددتُ ألماً فِى إنكِسارِى لِبُعدِى عنك، حاولتُ أضحك رُغمّ حالِى مُتناسِية
ولدّتُ فُرصة ثُم أُخرَى فِى لِقاؤُك، جزأتُ نفسِى، وجِئتُكَ لاهِثة… وسِرتُ وحدِى فِى طرِيقُك، أُعاين فراغُك فِى كُلِ شارِع ثائِرة
ولكِن شحُبتُ لِسوءِ حظِى لِبقائِى فِى مكانِى بِغيرِ نصرٍ مُرهقة… فجلستُ أكتُب ما حل بِى بِلا إكتِفاءٍ، أو سُوءِ نِية مُبيتة
وددتُ دوماً أن أُسلِمُكَ الرِسالة، أُبلِغُكَ همِى فِى غرامِى مُفضفِضة… أشُكُ دوماً أنكَ فضحتَ أمرِى فِى شِعُورِى، وتستلِذُ بِما قد حلَ بِى مُتغرِقة
وفِى كُلِ مرة يخِيبُ ظنِى كى أراك، تشتدُ رِيحِى إلى الوراء مُتقهقِرة… آويتُ عُمرِى فِى إنتِظارُك خلفَ بابِى، ونِيرانُ شكِى تمِيدُ بى مُتمايلة
تلمع دِمُوعِى فِى مُقلتىّ، لا صبر لِى فِى عِناقُك، وكأنِى صِرتُ شئٌ غريبٌ مُهملة… أيقظتُ عقلِى مِنْ سُباتِه، أفِيقُ حِيناً ثُمّ آوِى إلى يديكَ كى أدُورُ نائِمة
يعتصِرُ وجدِى فِى إعترافِى، لا قُدرة لِى فِى البقاءِ بِدُونِكَ مُتيقِنة… أتعذب كثيراً فِى صِمُودِى لا أُصرِح، أحطتُ سِرِى بِسياجِ عُزلة مُتكتِمة
أتذكر حدِيثُك، أتأمل كلامُك وكُلُ حرفٍ مِنْ حِرُوفِك مُتلذِذة… تُباغِتُنِى إبتِسامة لِسماعِ إسمُك، أتمايل قليلاً كى ترانِى مُشرِقة
أزدادُ دِفئاً فِى سُؤالِك، أُطيلُ شرحِى فِى جوابُك مُتحيرة… أنزع حيائِى بِأحمر شفاهٍ لا لِغيرُك بل لِأجلُك، تلقُطُنِى عينُك مِتُوهِجة
ومِنْ ورائُكْ أدُورُ حولِى، أتلمس خُطاكَ فِى كُلِ حِينٍ مُتعقِبة… يزدادُ ضعفِى بِمِرُورِ وقتِى، أُكفكِف دِمُوعِى لِأعيشُ أُنثى فِى جِوارِك مُتغيرة
أخترتُ قُربُك، رُغمّ حُلمِى فِى نجاحِى وإنطِلاقِى وشُهرتِى مُتنازِلة… لا أملَ لِى فِى طِمُوحٍ يبعِدُنِى عنك فِى إقترانِى راضِية
حُلمِى الوحِيد قُربِى مِنك مدَى الحياة تحت سقفٍ يجمعُنِى بِك مُتأبِطة… نطبُخ سوِياً أو نبتكِر أصنافَ أُخرى، نضحك كثِيراً ثُم ننام، ترانِى عينُكَ مُتجدِدة
فبدوتُ طِفلة ذاكَ المساءِ، أُعانِق ذِراعُك على غيرِ عادة… أقترِبُ مِنك، أخافُ دوماً أن تغيب أو لا تعُود، فألوذُ بِكَ مُتشبِثة
وضعتُ لكَ عِطرِى المُفضل، وفستانُ أسود يلِيقُ بِى على قُلادة ناعِمة… وأتيتُ نحوُك، نسيتُ عقلِى فرميتُ وجعِى فِى رِبُوعِك مُتوسِدة
أتوكأ عليكَ، أضيعُ فِيكَ بِكُلِ قُوة، أسكُن جِوارِك مُتربِعة… أُشارِكُكَ أمرِى وجُلّ شأنِى، أطمئِنُ لك لا لِغيرُك، أكتشِفُ دوماً أنِى بِكَ هائِمة
أحكِيكَ قِصة على ذِراعِى، تنامُ فِيه بِذاتِ الطرِيقة فأمضِى وقتِى مُسترسِلة… أُطبطِب علِيكَ كى تفِيق مِن النُعاس، فلا تُبالِى سِوى بِحُضنِى، وبِإحتِلالِى لِقلبُك مُستوطِنة
أختبأُ فِيكَ بِعُمقِ حِسِى، تنبُضْ عِرُوقِى مُتوجِعة… أتُوه خلفُك مِن شتاتِى، لا أُقاوم ضعفِى فِيكَ، أشتعلُ رغبة مُتأرجِحة
يُغشَى علىّ عِندَ اللِقاء، تمسُك يدَايَا تشتدُ قبضة، فأسقُط مُتعثِرة… لا أدرِى ما قد حل بِى؟، يتُوه الكلام مع المعانِى ثُمّ أصمُتْ، وأسأل نفسِى مُستفسِرة؟!
لم أعُدْ كما أنا فِى وصفُك عِندَ التعارُف تِلك القوِية الشامِخة… وكأنِى أُخرَى تعيشُ بِى بِنفسِ شكلِى لا بِروحِى المُتعارفة
ولِحينِ لحظة، لا عِلمَ لِى، متى وكيفَ سقطتُ ضعفاً فِى عُيُونِك مُتحوِلة؟… أهتزُ خجلاً، أملُكُكَ وطناً أنادِى علِيه، أطلُبْ حِماه مُتفرِدة
فالحُبُ جُرمِى وقعتُ فِيه بِغيرِ ذنبِى لا بِأمرِى مُتذوِقة… ينشغِلُ فِكرِى بِمن تزُور، أشتعِلُ غِيرة على غيرِ هدىٍ حتى تُبرِر أينَ إختفيت، وعِندَ إقتِناعِى يهدأ حنينِى مُسترخِية
وفِى كُلِ يوم، أغفِر شِكُوكِى أو ظِنُونِى تِجاهِ أمرِك، حتى أسقُط مُنهكة… أنامُ يوماً ثُمّ أسهر أنظُر لِصِورُك، فتغمُرُنِى السعادة على سرِيرِى مُستلقِية
وعِند اللقاءِ، أجرِى إليكَ لا أُبالِى بِمن قد يرانِى مُتناسِية… لا أرى أحداً سِواك، تكتمِلُ بِكَ معانِى أُخرى فِى حياتِى مُترافِقة
والناسُ تنظُر تحتشِد، وأنا أُنادِى بين الجِمُوع مُبلِغة… قد صِرتُ له، يُغرِقُنِى عِشقاً أضيعُ فِيه أيامَ عُمرِى مُتناهِية
أخترتُه بِإرادتِى وبِهيئتِى، هو موطِنِى لا أُبارِح مفرقُه، أعيشُ فِيه مُولعّة… يتخبط شِعُورِى فِى خِفُوقٍ عِند إقتِرابُه، أُطفِئ شِمُوعِى بِنبضاتِ قلبٍ مُتسارِعة
أتلعثم كثيراً ثُم أصمُت، تنتابُنِى مشاعِر مُتضارِبة… واليوم أُعلِن تشابُك ذِراعِى فِى جِوارِه بِغيرِ حربٍ أو سلامٍ، وبِأننِى أرضُخْ لِحُكمِه مُستسلِمة