زراعة الأرز مع الأسماك في إندونيسيا: نموذج للاستدامة البيئية وزيادة الإنتاج
محمود سعيد برغش
زراعة الأرز تعتبر من أهم المحاصيل الزراعية الأساسية التي تعتمد عليها شعوب جنوب شرق آسيا، وخاصة في إندونيسيا. ومع تطور التحديات البيئية والاقتصادية، بدأ المزارعون في البحث عن طرق مبتكرة لتحسين إنتاجية الأرض وزيادة الربحية. ومن بين هذه الابتكارات، ظهرت “ثقافة الأرز/سمك”، وهي نظام زراعي يجمع بين زراعة الأرز وتربية الأسماك في نفس البيئة.
يتطلب زراعة الأرز كميات كبيرة من الماء، وهي بيئة مثالية لتربية الأسماك. لذلك، يقوم المزارعون بإطلاق أعداد كبيرة من الأسماك في الحقول المغمورة بالماء المزروعة بالأرز. تتعايش الأسماك والنباتات معًا في علاقة تكافلية، حيث تقدم كلٌ منهما فوائد للآخر.
1. السيطرة على الآفات الضارة
الأسماك تلعب دورًا طبيعيًا في مكافحة الحشرات والطحالب والآفات التي يمكن أن تضر بمحصول الأرز. كما أنها تتغذى على أغصان النباتات الزائدة، مما يساعد على الحفاظ على توازن البيئة الزراعية.
2. تحسين خصوبة التربة
فضلات الأسماك تعتبر مصدرًا غنيًا بالعناصر الغذائية التي تعزز من خصوبة التربة، مما يؤدي إلى تحسين إنتاجية الأرز.
3. إنتاج غذاء إضافي
إلى جانب الأرز، يوفر هذا النظام كميات كبيرة من الأسماك التي يمكن استخدامها كغذاء للمزارعين أو بيعها للحصول على دخل إضافي.
أظهرت التجارب في إندونيسيا أن تطبيق نظام الأرز/سمك يؤدي إلى زيادة إنتاجية الأرض بحوالي 20% مقارنة بالزراعة التقليدية. كما يتمتع المزارعون بمنتج إضافي وهو الأسماك، مما يسهم في تحسين دخلهم ومستوى معيشتهم.
يعد نموذج “ثقافة الأرز/سمك” أحد الابتكارات الزراعية المستدامة التي تجمع بين تحسين الإنتاجية والمحافظة على البيئة. ويمكن لهذا النموذج أن يكون مصدر إلهام للمزارعين في جميع أنحاء العالم الذين يواجهون تحديات في زيادة الإنتاج الزراعي بطريقة صديقة للبيئة.