كتب : عبده الشربيني حمام
الأيّام الماضية كانت حافلة بالأحداث السياسيّة البارزة التي لها علاقة مباشرة بالقضيّة الفلسطينية. ولعلّ أبرزها هو إعلان الإمارات تطبيع علاقاتها مع إسرائيل بشكل علنيّ واستقبالها لوفد إسرائيلي رسمي لأوّل مرّة في طائرة حلّقت في السماء السعوديّة. من الأحداث السياسيّة البارزة الأخرى تأدية زعيم حماس إسماعيل هنيّة جولة في لبنان التقى فيها بجملة من القيادات السياسيّة في البلد، ولا ننسى طبعًا الاجتماع الأخير للفصائل الفلسطينيّة في لبنان.
وفي خضمّ هذه اللقاءات والتصريحات، تعيش لبنان قلقًا حقيقيّا يُعبّر عنه من حين إلى آخر مسؤول حكوميّ أو قياديّ سياسيّ في البلد. يتخوّف الكثير في لبنان من أن تصبح بلدهم منصّة عمليّات وتنسيق من أجل ضرب دولة الاحتلال، خاصّة الحدود الجنوبية للبنان التي تعتبر منطقة ساخنة. ويعتقد أغلب اللبنانيّين أنّ دولتهم لا تحتاج لمتاعب إضافية في هذه المرحلة بالذات ولا تريد الدخول في صراعات مع أيّ كان حتّى لا يتعقّد الوضع أكثر. هذا القلق تغذّيه بعض التصريحات السياسيّة التي يدلي بها قيادات حماس من حين لآخر، وفي هذا السّياق صرّح إسماعيل رضوان، القياديّ في حركة حماس في مقابلة له على قناة الأقصى أنّ المقاومة المسلّحة هو الخيار الأوّل للردّ على اعتداءات الكيان المحتلّ وأنّها الطريقة المثلى لردعه في ظروف مثيلة، مضيفًا أنّ التنسيق مع الفصائل اللبنانيّة يُعتبر في صلب خطّة حماس من أجل ردّ العدوان الصهيوني.
هذه التصريحات وأمثالها تدعو الكثير في لبنان للقلق على مستقبل بلدهم، إذ لا يأمل أيّ لبنانيّ اليوم أن تُقحم بلاده في حرب لن تعود إلّا بالخراب على لبنان، لبنان الجريح الذي لا يزال يحاول التعافي من الأزمات المتتالية التي نزلت به الواحدة تلو الأخرى وآخر أزمة انفجار مرفأ بيروت.
في ظل إرادة سياسية مبعثرة يأمل اللبنانيون ان تنتهج حكومتهم خطوات عملية في سبيل تحقيق الاستقرار المنشود لبلاد تعيش وضعا اقتصاديا هشا لا يمكن بأي حال من الأحوال ان يُتجاوز دونما تكاتف الجهود لتوفير المناخ الملائم لعودة الاستقرار .