بقلم د. أحمد ُحزين شقير
تعتمد مصر بنسبة 97 في المئة على مياه نهر النّيل في الري ومياه الشرب وهي تعتبر أن سد النهضة يشكل خطرا “وجوديا” عليها
ويعلم أهل الثقافة إن اليهود فى إثيوبيا يمثلون نحو 15% من الشعب الإثيوبى وهاجر منهم إلى إسرائيل نحو 150 ألفًا وصل الفوج الأول منهم فى حملة سرية سميت بالعملية “موسى” عام 1984 بتواطؤ من الرئيس الأوغندى الأسبق عيدى أمين ورئيس السودان الأسبق جعفر النميرى إلا أنه فى حقبة التسعينات من القرن الماضى وفى عمليات أخرى مسماه بـ”سليمان” بلغ عدد المهاجرين قرابة 120 ألفا ولا تزال هجرات الفلاشا إلى إسرائيل متواصلة حتى الآن.
وعلى الرغم من عدم دقة إطلاق مصطلح الفلاشا على اليهود الإثيوبيين حيث يتسع المصطلح ليشمل كل الغرباء الذين هاجروا إلى إسرائيل بعد أن تحولوا من الديانة اليهودية إلى الديانة المسيحية فى أواسط القرن الماضى ثم عادوا مرة أخرى إليها إلا أن الكثيرين يقصرون مصطلح الفلاشا على الإثيوبيين فقط..
ويعلم أصحاب الفطرة السليمة وحاملى لواء العقيدة ان العنصرية وإسرائيل وجهان لعملة واحدة فلم يكتف أبناء صهيون بمعاملة الفلسطينيين الواقعين تحت الاحتلال كمعاملة الأسرى والعبيد بل امتدت هذه المعاملة لبنى ديانتهم اليهودية بسبب اختلافهم فى العرق فقاموا خلال السنوات الماضية بمعاملة يهود الفلاشا من الاثيوبيين معاملة الخدم حتى طفح بهم الكيل فقاموا بعمل إحتجاجات على ما يواجهونه من عنصرية داخل المجتمع الاسرائيلى المحتل.
ولكن يبدو ان المصالح بتتصالح كما نردد ذلك باللغة العامية فــــ الصهاينة لايريدوا لمصر ان تعيش فى سلام ويريدوا ان يحققوا حلمهم الذى جاء بالتوراة بالعهد القديم فى سفر التكوين
أنا أرجو من كل مسلم مثقف وعاقل يقرأ سفر التكوين أو يقرأ الكتابات التي كتبت في تفسير وتوضيح سفر التكوين أنهم يظنون أن الله عز وجل أعطى هذه الأرض لإبراهيم كما في إصحاح 27 على ما اذكر في سفر التكوين أعطى هذه الأرض لسيدنا إبراهيم “لك ولنسلك يا إبرام أعطي هذه الأرض من النيل إلى الفرات”
“لك ولنسلك يا إبرام أعطي أرض العسل أرض الحليب والعسل.
لك يا إبرام من حيث نظرت وحيث ذهب أفقك وحيث جال بصرك بين الآفاق بين المشرق وبين المغرب لك هذه الأرض.
ثم يتكرر هذا الوعد مرة أخرى مع إسحاق
ثم يتكرر هذا الوعد بنفس النص مع يعقوب “لك ولأبنائك” “لك ولنسلك” أعطي الأرض من النيل إلى الفرات كل هذه النصوص هم يرددوها بل ويكتبوها على مبنى الكنيست.
هذه النصوص محرفة تماما وحتى لو لم تكن محرفة حتى لو لم تكن محرفة هل هؤلاء هم نسل إبراهيم وإسحاق ويعقوب نحن العرب نحن المسلمون نسل إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب.
مصر أغلب سكانها عرب مسلمين ومسيحيين والصهاينة من الخزر تشتات سكانية من هناك وهناك هم من بولندا وفرنسا وألمانيا أما نحن فنحن أبناء إبراهيم حتى إذا كانت هذه النصوص غير محرفة فنحن الأولى بها لأننا نحن نسل إبراهيم من بنوا إسماعيل وبنو إسحاق.
وإن كانت إثيوبيا تستخدم كأداة اليوم تلعب بها اسرائيل من الخلف كا خطر لكى تهز مصر فإن مصر لا تهتز لأنها مثل الجبال لا تهتز من الريح.
بل إسرائيل هى التى تهتز حاليا من صعود قوة مصر العسكرية ومن مناورات دهاء رئيس مصر ومخابراتها الذكية .
نعم هذه هى الحقيقة التى لا تظهر للجميع ان اشد عدو يقلق اسرائيل هو مصر وهى تسعى بكل قوة لكى تثير الزوبعة والفتن والضعف وتكون خطربمصر بشتى الطرق ويحزنها سماع أى خبر مفرح عن مصر فهى مثل الشخص الحاسد والحاقد الذى لا يتمنى لك الخير ابدا ويتمنى انتهاء صلاحيتك من الوجود كله حتى وان كان يضحك فى وجهك وان قال لك انت صديقى فهم مثل شرفنطح ونجيب الريحانى فى أدوارهم كجيران يعيش شرفنطح يحقد ويكره جاره ويتمنى زواله لقد اخبرنا القرآن الكريم ان اشد اعداء الإسلام هم اليهود والذين أشركوا وقد سأل عبدالله بن عباس رضي الله عنه وأرضاه فقال “كاد القرآن أن يكون موسى وبني إسرائيل” يعني كاد القرآن أن يكون موسى وبني إسرائيل نعم وربما ذكرت 131 مرة كلمة موسى وحدها نعم لماذا يسأل عبدالله بن العباس فقال لأن الله عز وجل يعلم بأن هؤلاء هم أعداؤنا فيريد أن يعرفنا أو يعلمنا أو ينبأنا بمن هم أعداؤنا وكيف كان تاريخهم وكيف كان صراعنا وصراعهم قضية الصراع معهم وسورة الإسراء كاملة {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ}
وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا}
سورة الإسراء هي تسمى سورة بني إسرائيل فكل مسلم يريد أن يفهم طبيعة هذا الصراع لا بد أن يقرأ هذه السورة خاصة مطلع هذه السورة والثماني آيات الأولى من هذه السورة الكريمة سيفهم هذه القضية { لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ } ماذا يعني هذا ؟؟؟؟ الاجابة : يعني أن الصراع موجود والصراع دائم ولكن هذا الصراع هو يخبو ويخفت ويزدهر ويخبو متى يخبو ومتى يزدهر إذا كان هناك وراءه من يخفيه نحن كمسلمين نقول أن هذا الصراع يظهر إذا هم تجاوزوا الحدود إذا أرادوا أن يأخذوا ما ليس من حقهم إذا أرادوا أن ينادوا بما ليس من حقهم ولكن عند حقوقهم وأكتفوا بحقوقهم فليس هناك صراع.
اننا نعيش حالة خفية في خطرمن اللعب تحت الحزام مع الكيان الصهيونى الذى يختفى خلف الايادى الاثيوبية .
اعزائى لقد حذر خبراء بمعهد ماساتشوستس الدولى للتكنولوجيا من الآثار السلبية لسد النهصة الإثيوبي وأكدوا فى تقرير له أن السد الذى يعد واحداً من أكبر 12 على مستوي العالم ستكون له تداعيات على دول المصب والتى تعتمد بشكل كبير على مياه النيل فى الزراعة والصناعة وقبل ذلك كله الشرب وبخلاف ذلك فإن إثيوبيا ستكون لديها مشكلات كبري فى إدارته وقد أجمع الحضور بمعهد ماسا تشو ستس على أن السد ستكون لها تداعيات وخيمة على دول المصب.
ونحن نعيش حاليا مرحلة من المفاوضات الضعيفة فى هذا الصراع ومن تعنت الجانب الاثيوبى
وانا اتصفح احداث التاريخ السابقة وقع بيدى مقال يرجع لعام 1978 للكاتب رشدى صالح بمجلة اخر ساعة المصرية. حيث جاء عنوان المقال ( خطر قادم من الحبشة خنق فيضان النيل وضرب لقمة العيش والحرية
يتحدث الكاتب خلال المقال عن الخطر القادم من الحبشة وكيف ان اثيوبيا سوف تكون تمثل تهديد لمنابع نهر النيل حيث جاءت بعد فقرات المقال كالتالى :
ولست أريد ان اقف بين طريقة كل من القوتين الأعظم فى اللعب بأوراق سياسة الوفاق (وانما يهمنى ما يهدد مصر والسودان) وبالتخصيص ما يهدد منابع نهر النيل وما يهدد أمن الاعماق الاستراتيجية المصرية جنوبا وشرقا وغربا من خطر ..
وكل ذلك يقع فى القارة الافريقية ويمتد الى أعماقها والى القرن الافريقى ذاته .
ثم يبادر كاتب المقال فى شرح الاخطار الجسيمة التى تهدد الامن الوطنى بل لقمة العيش من جراء التحركات العسكرية المعادية التى كانت تدور أول الامر حول مداخل البحر الأحمر ثم اضيفنت لها تحركات اخرى ويتحدث على انها حرب باردة وان بعض المشروعات التى طالما فكر فيها الغزاة لضرب مصر عن طريق التحكم فى مياه الفيضان قد اصبحت الان اخطارا ينبغى وضعها فى الحساب تماما .
ذلك انه منذ القرن 19 تحديدا كان الغزاة يفكرون فى افقار مصر عن طريق تقليل كميات المياه التى تتدفق اليها من منابع النيل وكان هناك أكثر من مشروع لأقامة سدود وخزانات على البحيرات العظمى فى اواسط افريقيا أو فى الحبشة وكان الغرض الواضح من التفكير فى إنشاء هذه السدود والخزانات هو التحكم فى مياه الفيضان وتقديم ما يريد سادة هذه السدود والخزانات من الغزاة ما يريدونه كا خطر لمصر من مقادير المياه.
ولم ينجح غزاة القرن التاسع عشر والقرن العشرين فى تحقيق هذا الحلم القذر.
أننى كمصرى أثق فى قدرة رئيس مصر وخارجية مصر وجيش مصر العظيم فى كيفية صد خطر قادم و إدارة هذا الملف وأدعو لهم بالتوفيق وان يثبت الله اقدامهم وينصرهم على هؤلاء الشرذمة القذرة
الموضوع كبير ولكن مصر فى معية وحماية الله عز وجل وان شاء الله لها القوة والنصر
تحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر .. الله أكبر . الله أكبر . الله أكبر