المريد حوار مع الكاتب والمفكر منير عتيبة
أدار الحوار /غادة سيد
بين الحياة القدرية والبِشر و طلاقة الوجه الصوفية وبين التخطيط الجيد لطريق يتمهد بعطاء لا ينضب وفكر متوقد؛ يقف المُريد. إجلالا لأساتذته وتواضعا لتلاميذه.
يُشَيد جسورا تتشعب في كل أروقة الطلب، وبساتين الأدب ؛ أيادي تمتد لتصل لمن سأل ومن لم يسأل. متى أقيم للود سباق؛ تجده دائما للخير سباق.
حواري اليوم مع من احترف الرقي والابتسامة وسيظل في حقل الأدب راية وعلامة. الأديب والمفكر الكبير الأستاذ منير عتيبة..
• بنرحب بسيادتكم أستاذ منير، وشرف لنا إجراء هذا الحوار مع قامة عظيمة في مجال الفكر والأدب.
• أهلا وسهلا بكم. الشرف لي.
• نتعرف على سيادتكم عن قرب..
• الإسم: منير السيد محمد عتيبة. مولود وأعيش في قرية خورشيد بالإسكندرية. عام 1969. متزوج ولدي أربع بنات وحفيد.
في مراحل التعليم المختلفة درست في مدرسة خورشيد الابتدائية ثم مدرسة الثغر الإعدادية ومدرسة خورشيد الإعدادية ثم مدرسة جمال عبد الناصر الثانوية العسكرية؛ إلى أن التحقت بكلية الآداب جامعة الإسكندرية قسم اجتماع؛ والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري؛ حصلت منها على ماجستير إدارة أعمال، وأعمل مدير إدارة بشركة قطاع خاص.
• ما المناصب الأخرى التي توليتها سيادتكم في مجال الأدب ؟
• المجال الأدبي ليس به مناصب بالشكل المعروف، لكنني مارست أنشطة عديدة في هذا المجال، فأسست مع الصديقين حسام عبد القادر ومحمد حنفي مجلة أمواج سكندرية على الإنترنت عام 1999 وهي أول مجلة ثقافية مصرية على الإنترنت، وكذلك شاركت في تأسيس اتحاد كتاب الإنترنت العرب، وجريدة أمواج الورقية، وأسست وأدير مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية، كما أنني نائب مقرر لجنة السرد القصصي والروائي بالمجلس الأعلى للثقافة، ورئيس تحرير سلسلة كتابات جديدة بالهيئة المصرية العامة للكتاب.
• فكرة مختبر السرديات كيف جاءت؟ وكيف دخلت حيز التنفيذ؟ ودور ذلك الإسهام الكبير في الحقل الأدبي؟
• كان الهدف الأول لإنشاء المختبر هو وجود تواصل بين مبدعي الإسكندرية والمكتبة، وهو ما تحقق بقوة حتى أصبح المبدعون يشعرون أن المكتبة بيتهم الأول، وكذلك العمل على بناء جسور بين المبدعين والنقاد، وبين المناطق الجغرافية المختلفة داخل مصر وخارجها، وبين الأجيال بعضها وبعض. والحمد لله حقق المختبر نجاحا كبيرا منذ أنشئ عام 2009م حتى الآن بفضل الله أولا ثم بفضل مبدعي ومبدعات ومثقي الإسكندرية، والدعم الكبير والقوي الذي تقدمه إدارة المكتبة للمختبر.
• (أسد القفقاس، المجالس العتيبية، موجيتوس، يا فراخ العالم اتحدوا، قطعة من جوليا روبرتس، 24 ساعة مسخرة، قراءات نقدية في الأدب الصيني) وغيرها الكثير من أعمالكم القيمة.
ما هي أهم هذه الأعمال من وجهة نظركم؟ وما أحبها إلى قلبك؟
• أهم الأعمال يحددها القراء والنقاد. لكن أحب الأعمال إلى روحي (المجالس العتيبية) وإلى وجداني (الحكايات العجيبة) وإلى ذائقتي (موجيتوس)
• في مجال الإذاعة والتلفزيون والكتب الصوتية؛ لسيادتكم إسهامات كبيرة؛ فقد كتبت عددًا كبيرًا من السهرات والتمثيليات والبرامج.. ونريد أن نُضمن بعضا منها في هذا الحوار.
• كتبت ( حكايات ماكوندو) مسلسل إذاعي من 30 حلقة عن رواية مئة عام من العزلة، ومسلسل (غدا تغرد العصافير) وغيرها الكثير كما أعددت وقدمت العديد من البرامج في الإذاعة منها (روح الميلاد)-(فإني قريب) في إذاعة صوت العرب من أمريكا وإعداد وتقديم برنامج (حوار فكري) لتلفزيون البابطين وغيرهم.
كما سجلت الأداء الصوتي للمجالس العتيبية؛ مئة مجلس ومجلس مع الفنان القدير عبد العزيز مخيون.
• دُرِّست بعض أعمال سيادتكم بجامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية والعديد من الجامعات المصرية وهناك رسائل علمية تناولت أعمال سيادتكم. ماذا تذكر منها؟
• نعم! عدة رسائل ماجستير تناولت أعمالي؛ أذكر منها الباحثة أميرة عبد الشافي عن العمل الفائز بجائزة الدولة التشجيعية ضمن مجموعات قصصية أخرى.
والطالبة شهلاء سالم طراد بكلية التربية جامعة واسط بالعراق رسالة ماجستير بعنوان (بلاغة السرد فى قصص منير عتيبة القصيرة) وغير ذلك حوالي 8 رسائل ماجستير مختلفة.
• إختار سيادتكم موقع إعلام دوت كوم ضمن ثلاثين شخصية ثقافية الأكثر تأثيرًا في مصر عام2022، وحصلت على جوائز وتكريمات. فما أهمها؟
•الحمد لله أُعد هذه التكريمات مسؤولية لكي أظل على الطريق؛ أبذل قصارى جهدي لأفيد في موقعي، بل وأوجد مواقع أخرى أستطيع أن أفيد من خلالها. فإلى جانب جائزة الدولة التشجيعية؛ هناك: (جائزة اتحاد كتاب مصر، وجائزة نادي القصة، وجائزة إحسان عبد القدوس، وساقية الصاوي) عن الرواية والقصة القصيرة وقد فزت ببعضها أكثر من مرة.
• لقاءات وحوارات لا تُنسى تَمت تحت إدارة سيادتكم.. وما تتمنى تحقيقه في المستقبل؟
• أحب التحاور مع كل الناس، وبالذات المبدعين والمبدعات، وكان لي حظ إجراء حوارات مطولة مع كتاب كبار من مصر وبلاد عربية وأجنبيه عديدة، نشرت معظمها في مجلات مصرية وعربية، وجمعت بعضها في كتاب نشر في سلطنة عمان بعنوان (عن الكتابة.. السحر والألم). وأتمنى أن لا يتوقف هذا التواصل بيني وبين المبدعات والمبدعين، فالحوار يثري الفكر ويفجر أفكارا ورؤى جديدة.
• شخصيات أثرت بسيادتكم. وما أحدثوه من تأثير..
• كثيرون أثروا في بشكل أو بآخر، كل من تعاملت معهم لهم تأثير ما، لكن أكثر من أثٌَر في على المستوى الشخصي والعملي اثنان.. المفكر الكبير خالد محمد خالد، وأبي، رحمهما الله. بعدهما أستطيع أن أكتب قائمة طويلة بأسماء أساتذة وأصدقاء أثروا في شخصيتي وكتاباتي وحياتي، وأكن لهم جميعا المحبة والامتنان.
• أحداث هامة محفورة في الذاكرة لايمكن أن تنساها سلبا او ايجابا..
• من أهم الأحداث التي لا أنساها؛ أول لقاء مع خالد محمد خالد، وحواراتي مع المبدع الكبير إبراهيم عبد المجيد ونحن نسير في شوارع الإسكندرية، أيضا جلساتي المطولة في بيت المبدع الكبير محمد جبريل، وبالتأكيد عملي بالصحافة السكندرية وبالذات جريدة أخبار الإسكندرية التي كانت تصدرها نقابة الصحفيين.
وعلى المستوى العام، دخول صدام حسين للكويت وانهيار الحلم العربي، وأيام ثورة 25 يناير وأحداثها المتتابعة حتى ثورة 30 يونيو.
والحدث المميز في حياتي الأدبية، هو حصولي على جائزة الدولة التشجيعية، وغيرها الكثير مما هو محفور في الذاكرة.
• رسالتكم في الحياة..
• أحاول أن أعيش حياة طيبة مفيدة لي وللآخرين، فإن نجحت في ذلك فالحمد لله، وإن قصرت فأحاول أن أتلافي التقصير قدر الإمكان.
• من تتوجه له بالشكر . باللوم . بالاعتذار؟
• أشكر كل من زاد من خبرتي ومعرفتي بالحياة والإنسان سواء كان يقصد بي خيرًا أو شرًا.
وأعتذر لأي شخص قصرت في حقه أو سببت له ضيقًا بشكل أو بآخر، فلم أكن أقصد ذلك بالتأكيد.
لكن لا ألوم أحدًا، ودائم اللوم لنفسي.
• شخصية تتمنى لو كنت التقيت بها قبل رحيلها أو تمنيت أن تكون فترة وجودها بحياتك أطول لكن القدر سبق ونفذ.
• تمنيت لو طالت مدة وجود أبي وخالد محمد خالد في حياتي، كما تمنيت لو التقيت الإمام الحسين بن علي، سيد الشهداء وسيد شباب أهل الجنة فهو من أحب الناس إلى قلبي.
• مبدأ أو حكمة تؤمن بها ولا تتخلى عنها مهما كانت الظروف.
• إذا كان العدل هو أساس الملك، فالحب هو أساس الوجود الإنساني، من أراد أن يكون بشرا فلا يتوقف عن نشر المحبة بين الناس.
• ذكريات سيادتكم عن شهر رمضان والعيد وما الذي افتقدناه اليوم منها وما الجديد الطيب الذي لم يكن موجودا فيما سبق؟
• ذكريات الطفولة، واللعب حتى السحور، والدوران في القرية خلف المسحراتي، والعيدية والمهلبية والمراجيح.
لكل زمن جماله، المهم أن يكون من يعيشونه سعداء. لذلك أتمنى أن يسعد الجميع بما يصادفونه، وأن لا نقارن ما فات بالحاضر، لأنه لم يكن جميلا كله كما أن الحاضر ليس سيئًا كله.
• جزيل الشكر لسيادتكم على إعطائنا الكثير من وقتكم.
كان حوارا ممتعا ومفيدا.
ألف شكر.
• سعدت بكم وأشكركم.
إلى اللقاء في حوارات أخرى مع أعلام الأدب.