حكايات شهرزاد 3
” أميرة الأميرات “
بقلم نهى عامر
بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد،
كانت هناك وحيدة في الوادي.. وكانت المعجزة…
هي انثي فريده من نوعها..
قلبت موازين الكون كله بإحساسها وحسن ظنها بالله…
هي أميرة مصرية، أسرت ثم أصبحت جارية من جواري الملك، هي من أهداها فرعون مصر إلى السيدة ساره ام الانبياء، إنها السيده هاجر المصريه…
عندما أحست سارة ان زوجها يطيق شوقاً لأن ينجب طفلا، أهدته هاجر لتكون ام لولده. فتزوجها نبي الله إبراهيم وانجب منها اسماعيل، أكبر أولاده، ومن نسله سيد الخلق وحبيب الرحمن محمد إبن عبد الله، صل الله عليه وسلم….
هي أول من ثقبت أذنها
وأول من أطالت ذيلها من بنات حواء…
أخبرها زوجها أن أمامهم رحلة طويلة إلى بلاد بعيدة، فتهيأت وأحضرت الزاد..
كان إسماعيل رضيعا وقتها، وبدأت الرحلة وساروا عبر أراضي مزروعة ثم صحراء ثم جبال وجبال حتي دخلا إلي صحراء الجزيرة العربية، حيث لا زرع ولا ثمر ولا شجر ولا طعام ولا ماء…
كان المكان يخلو تماما من علامات الحياة..
نزل إبراهيم من فوق دابته وأنزل زوجه وولده الرضيع وتركهما..
فقالت هاجر لماذا تتركنا وتذهب في هذا الوادي؟
سألته مرارا وتكرارا ولا يرد عليها زوجها.
وكان هذا امتثالا لامر الله له..
انطلق إبراهيم عليه السلام فسألته هاجر هل امرك الله بهذا؟
قال نعم…
“” قالت إذن لن يضيعنا “”
فما هي الا ساعات قليلة وحدثت المعجزة،. وتفجر من تحت أقدام الرضيع بئرا ينبض بماء عذب تشرب منه البشرية كلها إلي يوم الدين.. بئر زمزم العظيم..
تلك هي الأنثي بفطرتها السليمة تثق بحدسها وتظن كل الخير بربها.
عزيزتي حواء….
ثقي دائما بإحساسك
وصدقي مايقوله قلبك.