حروف الهجاء في الحب والبغضاء
بقلم: هناء عبد الهادي
لكل لغة حروف، يتم جدلها لتصبح كلمات، يتم ترتيب الكلمات لتصير جمل، وهكذا نتحاور، نسجل التاريخ، نترجم المشاعر نحب، نكره، كل افكارنا ومشاعرنا نصوغها ونعبر عنها بالكلمات التي تكونت من الحروف، من هنا علينا أن ندرك قيمة الحروف ونتعلم كيف نجدلها في كلمات تزهر في قلوبنا وقلوب من حولنا، ففي لغتنا عدد الحروف ثابت ولكن كل منا يستخدمها بطريقته الخاصة ولكل موقف كلماته، هل تدرك عزيزي القاريء قيمة الكلمة التي تلقيها بلا مبالاة، تتصور وقعها، تأثيرها، حينما نعلم أن لكلماتنا ووقع لدى الآخرين سنحرص على انتقائها وصياغتها بعناية شديدة حتى تكون كلمات من نور، حب، آمل، أمان، سلام، حماس، بشارة، تسامح، ننشر كل ما يجعل الآخر أفضل، لما يحرص البعض على غمس لسانه في السم قبل انتقاء الحروف وجدلها في كلمات تجرح وتهدم وتجعل الحياة مؤلمة لمن يسمعها؟! لما يصر البعض على جعل كلماته خناجر؟! هناك اشخاص يخشى الناس الحديث معهم لما يسببه حديثهم من أذى نفسي ،كيف يرضى هؤلاء عن انفسهم ولا يندمون على تلك الضربات ؟!،هل يعلم هؤلاء قول رسولنا الحبيب “إن شر الناس منزلة يوم القيامة من يتقيه الناس مخافه لسانه” صل الله عليه وسلم، وهل يعلمون قيمة إدخال السرور على قلب مسلم؟ هل يعلمون أن الأثر النفسي يحدث لهم مثلما يحدث للآخر؟
أعزائي كونوا للآخرين مثلما تتمنوا، الكلمة الطيبة لها مفعول السحر في النفوس ،احرصوا عليها، أحرصو على التشجيع والشكر والتقدير والتسامح، كل ما يمنح الود والأمان والسكينة لمن يتعامل معكم، كونوا رسل حب، سفراء سلام، أطباء قلوب بسمة تشرق داخل أرواح من يعرفكم، بكل الحب والود أدعو لكم بظهر الغيب بكل الخير، دمتم مصدر كل ما هو جميل ومشرق.