حدث في مثل هذا اليوم
حادثة دنشواى
يكتب: محسن حديد
من ما يقرب من 118 عاما سجل التاريخ ملحمة تاريخية لأبناء الريف المصري حادثة دنشواى محافظة المنوفية في صيف 1906 تحديداً في
13/6/1906 بدأت هذه الأحداث عندما دخل خمسة ضباط من جيش الاحتلال الإنجليزي إلى هذه القرية بملابسهم العسكرية
وبحوزتهم بنادقهم من أجل صيد الحمام من الأبراج التى شيدها أهالى القرية .
ورغم تحذيرات الأهالى من عدم صيد الحمام خوفاً من تطاير البارود من طلق الرصاص
الذي قد يصيب بيوتهم بالنيران نظرا لوجود أجران القمح وبها كمية من قش الأرز.
وتقدم ليهم رجل عجوز من أهل القرية يحذرهم يبلغ من العمر أكثر من ستون عاما يدعى
( حسن محفوظ) بألا يطلقوا أعيرتهم النارية لا تندلع النيران في أجران القمح الذي تم حصاده فى شهر مارس.
ولكن أحدا من الضباط لم يعر اهتمامه بذلك العجوز
ولم ينتبهوا لصراخه ، فأطلق أحدهم الرصاص من بندقيته لتصيب زوجة أحد الفلاحين ويدعى
(عبد النبي) وهو أحد شباب الذين تجمعوا على الصراخ الشديد وجد زوجته قد توفيت.
ومن هنا تطورت الأحداث بين الفلاحين والضباط إلى معركة حاميه وبعد أن أساء الضباط التصرف
وايقنوا أنهم فى خطر لا محالة لاذوا بالفرار وظلوا يركضون مسافة طويلة تقدر بثمانى كيلومتر تحت أشعة الشمس الحارقة
حتى سقط أحدهم مغشياً عليه فتركه زملائه حتى وصلوا إلى معسكرهم على الترعه الباجوريه وابلغوا قيادتهم بالحادث
وكانت الطامة الكبرى ،، خرج رجال الكتيبة مدججين بالسلاح فى اتجاه القرية وفى طريقهم
وجدوا زميلهم قد مات وبجواره فلاح يريد افاقته بيده قربة ماء فكان منهم أن انهالوا عليه
وخزا بحراب البنادق حتى قتلوه.
لم يتحمل الإنجليز موت أحد ضباطهم ولم ينتظروا السلطات المحلية للتحقيق بل دخلوا القرية
وقبضوا على الأهالى بداية من الرجل المسن الذي حذر الضباط من إطلاق النار مروراً برجال
وشباب القرية حوالى 52 فرداً من أهل القرية تم القبض عليهم متهمين بدون وجه حق.
وتم تجهيز ونصب المشانق وعربه عرايس الجلد قبل أن تبدأ المحاكمة في أهل دنشواى المظلومين.
تم تشكيل هيئة محكمة خصيصا لتلك الواقعة من المصريين الموالين للانجليز مثل بطرس غالي وأحمد فتحي زغلول. ونصبت المحكمة يوم 28/يونيو 1906 م
وتم الحكم على أربعة من أهل القرية بالاعدام شنقا وأمرت المحكمة بإعدام الرجل المسن حسن محفوظ أمام منزله
وعلى مرأى ومسمع أهل القرية.
قما قامت بترك الجثث للمحكوم عليهم بالشنق معلقه نصف ساعة
وهى تتأرجح على المشانق حتى يتمتع الإنجليز برؤيتها.
وتم الحكم على الباقين بأحكام متنوعه مابين الأشغال الشاقة المؤبدة والجلد.
نوجه تحيه وعرفان وتقدير لشهدائنا الأبرار هؤلاء الفلاحين البسطاء الشجعان الذين
وقفوا بقوة في وجه الاحتلال يدافعون عن مالهم وكرامتهم فى
هذا اليوم دون أن ترهبهم قوة وجبروته ماثلة فى قوة ضباط