حب الوطن بين الحقيقة والعقلانية !
بقلم : نبيل قسطندى قلينى
منذ نعومة اظافرنا ونحن نتربى على حب الوطن بدون شروط حتى لو كان لا يحترم ادمية مواطنيه .
انا كنت متاكد تماما من ان حب الوطن هو حقيقة لا ينكرها الا خائن لوطنه، واننا مثلما نحب ابائنا وامهاتنا بدون شروط فالوطن ايضا هو الام التي تحتضننا بين ضلوعها وحبها واجب وكرهها كفر .
لكن مع الوقت بدأ هذه الشعور يخمد في داخلي وبدأت تلك العلاقة الرومانسية تخفت رويدا رويدا لتصبح عقلانية اكثر، وكلما ازدادت عقلانية ازدادت تلك العلاقة تشوها واطلت بوجه قبيح لم احسب يوما انني ساراه يوما .
فلا تتوقع من مواطن لا يجد ابسط حقوقه مثل تعليما لاولاده او رعاية صحية او معاش مبكر يكفل لة العيش بكرامة وذلك بعد وقف نشاط اغلب الشركات والمصانع وتم الاستغناء عن الموظفين والعمال وايضا حق المالك فى ملكة بايجار عادل وعدم توريث ملكة ….الى اخرة
حينما يمعن الوطن في إذلال الفرد وطحنه وسحقه هل يحب الفرد وطنه ويخلص له ، لا تنتظر من شخص لا يجد قوت يومه ويعتمد على نفسه في توفير ابسط حقوقه ان يضحي في سبيل وطنا احترف اذلاله .
ان توفير الاحتياجات الاساسية لاي انسان واجب مقدس اذا فشل الوطن في توفيره فلا يحق له مطالبة ضحاياه ، اقصد رعاياه ، بالصبر والسكوت بل والتبرع في بعض الاحيان .
لقد قام المواطنون بدفع فاتورة فشل اغلب قادتهم طويلا تحت مسمى حب الوطن ، وقد حان الوقت لنستوعب ان تلك العلاقة المشوهة لابد لها ان تنتهي وتحل محلها العلاقة الطبيعية بين المواطن ووطنه في كل الدول المتقدمة .
هذا لا يعني كره البلد ، انما يعني ببساطة ان نكون اكثر عقلانية لدى المسئولين حين نطالب بحقوقنا مثلما نطالب بتادية واجباتنا .