حب الوطن واجب شرعي وعَقَدِي
بقلم د الشيخ /محمد مسلم عمار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبائي الكرام
اولا
من الجهل بقْدرِ الله وقدْرِ رسوله
أن أضع الله الله الله ورسوله في مقارنة مع أي أحد مخلوق من خلقه
وعليه فلا يجوز أن اقارن بين الله وبين بلد او مكان
قال الله تعالى يبين لنا عدم مقارنته عز وجل مع أي شيئ فقال تعالى
ليس كمثله شيئ وهو السميع البصير َ. سورة الشوري
ثانيا بالنسبة لمكة والمدينة
سؤال
لماذا احب النبي مكة وتمسك بحبها
ج لأنها البلد الذي وُلِدَ فيه ونشأ فيه
وهذا ملمح من رسول الله يعلم فيه كل إنسان وليس للمسلمين فقط لانه نبي للناس كافة
يعلم الجميع أن الولاء للوطن الذي ولدت فيه واجب
واحب المدينه لحفاوة أهلها به وله
وعليه يكون كل إنسان وطنه عليه أغلى من غيره
وهذا لايقلل من احترامنا وتقديسنا لمكة او للمدينه لأننا نقدسهما اكراما لحب. النبي لهما
واما عن ذكرهما في القرآن
فقد ذكر الله بكة مرة واحدة صراحتاً وذكر مصر صراحتاً اربع مرات وشهد بحفظها وأمانه وتأمينه لها
وعليه يكون حبنا لمصر واجب
من جهة سنة النبي لانه احب البلد الذي ولد فيه مكه
واحب المدينة لان أهلها اكرموه فاحبهم واحبها
بل بعد الفتح لم يرجع لمكة وإنما اكمل حياته في المدينة ورفض الرجوع لمكة
وهذا يعني انه احب المدينة اكثر من مكة
ولو كان حب مكة توقيفي ما كان للنبي ان يحب المدينة اكثر منها بدليل اختياره صلى الله عليه للبقاء في المدينة بعد الفتح
وعلى هذا يكون حب اهل مصر لمصر اكثر من غيرها
امر لايخاف العقيدة
وكذلك حب كل مواطن لموطنه
وإلا كان لزاماً على كل مسلم حتى أهل المدينه ان يتركوا اوطانهم ويعيشون في مكة
وايضا كان لابد للنبي ان يرجع إلى مكة
دا لو كلام من يشككون في حب كل مواطن لبلده اكثر من غيرها
ولكن مافعله النبي من بقائه في المدينة يرجح عدم صحة كلام هؤلاء المشككون
ونؤكد به كلام الازهر الشريف والاسلام الصحيح الحنيف
الله ليس كمثله شيئ ولا يقارن بكل شيئ او اي شيئ في الوجود المطلق الألاهي
ولا في الموجود المخلوق
والنبي ليس كمثله بشر ولا أغلى منه شيئ ولا نقارنه بشيئ فكل بشر دونه في المنزله والرتبة
وصدق إذ قال
قل إن كان ءاباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال اقترفتوها وتجارة تخشون كسادها ومساكم ترونها احب إليكم من الله ورسوله وجهادٍ في سبيله فتربصوا حتى يأتيَ الله بأمرهَ والله لايهدي القوم الفاسقين
وعلى هذا ثبتت عقيدة المسلم ان حب الله ورسوله لابد ان يفوق كل حب
وعليه اذا قال مسلم لاخيه او احدٍ
من البشر انت احب شيئ اليَّ
فلا إثم عليه
لأن الله ليس كنثله شيئ
وكذلك حب الرسول
والله قرن حب رسوله بحبه
حب وطنك أغلى من اي مكان غيره
وانت بهذا تقتدي برسول الله
الذي ما اخب مكة والمدينة
إلا لأن كلا منها وطنٌ له
حب الوطن واجب شرعي
وسنة عن النبي صلى الله عليه وسلم
حياكم الله واسعدكم ونفع بكم