حال الناس بعد رمضان
كتب مؤمن عبدالصمد
لقد انقسم الناس بعد رمضان إلى أقسام
القسم الأول : قوم كانوا على خير وطاعة ، فلما جاء رمضان شمروا عن سواعدهم ، وضاعفوا من جهدهم، وجعلوا رمضان غنيمة ربانية ، استكثروا من الخيرات ، وتعرضوا للرحمات ، وتداركوا ما فات.
فما أن انقضى رمضان إلا وقد حصدوا زادا عظيما، علت رتبتهم عند الله ، وزادت درجتهم في الجنات، وابتعدوا عن النيران، وقد علموا أن الصالحات ليست حكرا على رمضان ، فلا تراهم إلا صوامين قوامين.
ثم حافظوا على صيام الست من شوال
حيث شرع لهم صيام الست من شوال، وجعل ذلك من متابعة الإحسان بالإحسان.
فلقد قال صلى الله عليه وسلم: (( من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر كله )).
و معنى أن صيام الست بعد رمضان كصيام الدهر هو أن الله جل وعلا جعل الحسنة بعشر أمثالها، فصيام رمضان يضاعف بعشرة شهور، وصيام الست بستين يوما، وهو حاصل ضرب ستين بعشرة، فصار المجموع اثني عشر شهرا، عدة السنة كاملة.
والأفضل في هذه الست أن تكون بعد العيد مباشرة متتالية، ولا بأس بالتفريق والتأخير إلى آخر الشهر، وصيامها سنة وليس واجبا.
ومن كان مواظبا عليها في كل عام فمرض أو سافر في العام الآخر فلم يصمها بسبب السفر أو المرض كتبت له فضلا من الله ومنة
لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يع
مله صحيحا مقيما )).