جريمة العصر ..
…………… رؤيه بقلم .. مصطفي العموري
قاتل متسلسل .. جرائمه كثيره و ممنهجه ومنظمه ..
يسير بخطوات ثابته ولا احد يوقفه ..
وصلت به الدرجه ان يقتل الشهامه والنخوه .. بل ويغير العادات و التقاليد .. ويفلت من العقاب ..
.. حاول ان تتذكر معي يا صديقي ماذا كان يحدث ف الماضي لو تهجم شخص ع اخر .. او اعتدي احدهم ع فتاه .. او تحرش بها ف طريق عام ..
تذكر معي ماذا كان يحدث لو شب حريق ف مكان ما .. او رايت حادثه ع الطريق ..
اول ما عهدناه من الرجل المصري صاحب النخوه والشهامه كان التدخل ف الحال وبذل المستحيل .. ولو حتي التضخيه بنفسه لمنع الخطأ او للدفاع عن ضعيف او مظلوم .. او لانقاذ شخص .. او لمنع حدوث كارثه ..
وكنا دوما نشعر بالامان وسط الناس .. وكانت النخوه و الشهامه من العادات والتقاليد الموروثه ف جينات الشعب المصري ..
استطاع الموبيل تغيير العادات والتقاليد .. بل استطيع ان اقول انه قاتل خطير .. لانه قتل الشهامه والنخوه ف المصريين .. اتدرون كيف ذلك ..؟؟
ما يحدث الان .. عندما يري احدهم الحادثه يسرع ف اخراج موبايله ويقف ع اي جانب ظاهرا او متواري حسب الموقف .. ليصور وينقل ما يحدث .. هذا اول ما يخطر ع باله .. وهذه كارثه .. فمن المفروض ان اول ما يخطر ع باله هو عدم الوقوف مكتوف الايدي متفرجا .. عفوا ك الصنم ..
اصبح يعتقد ان دوره هو نقل الصوره .. و نقل ما يحدث فقط .. معتقدا انه بهذا ادي دوره ..
يا الله .. ماذا حدث وكيف حدث ذلك التغير ف الشخصيه المصريه .. ومتي .. لست ادري ..
.. رايت فيديو لاحدي الشقق تحترق .. وامراه وطفل وطفله يستغيثو من احدي البالكونات .. وللاسف حوالي مائه شخص تجمعو بالشارع اسفل الشقه وكلا اخرج موبايله من جيبه ويصور وينقل ويشارك ويتحدث والنيران تتزايد وهم يشاهدون ..
ثم تشاء اراده الله .. ان يحضر شاب مصري لا يزال ع العهد وع الفطره المصريه السليمه .. فيندفع الي مواسير بالمبني ويتسلقها بلا تفكير وبلا تردد .. قبل ان تلتهم النار كل المكان .. تسلق حتي بلكونه الدور الثالث .. الشقه المشتعله .. وبدا ينزل الطفل ثم صعد مجددا وانزل الطفله .. وكاد ان يسقط .. ثم عاود الكره ليحمل الام ويهبط بها وينقذها .. وينقذ الجميع ..
هل يعلم ذلك الشاب المصري ان هناك الكثيرين ممن كان يمكنهم انقاذ الموقف منذ البدايه وقبل ان يتفاقم الامر .. ولكنهم ادو دورهم ع حسب الموضه الجديده وقفو ليشاهدو ويصورو وينقلو .. ارادو الحصول ع ليكات او تعليقات ومشاهدات او حتي ذكريات ..
اعتقد ان ذلك الشاب لن يصدق ذلك ولن يتخيله ..
واعتقد ايضا انه لم يراهم من الاساس .. ف كل ما راه ذلك الشاب المصري الاصيل الذي لازال يحتفظ برجولته هو النيران والسيده واطفالها ولم يتردد او يفكر للحظه .. ولم يري باقي المشهد او يأبه له …
ذلك هو من يلقب بالرجل المصري .. وتكفي كلمه رجل ف بها اختصار لكل المعاني وكل ما اريد قوله ..
اما البقيه .. المشاهدين .. لا ادري ماذا اقول عنهم او ماذا حدث لهم ومتي وكيف وصلو لذلك .. لست ادري …!!
.. هل هذا ما فعله بنا الموبيل فقط .. ؟؟
.. اليكم المزيد
.. نعيش ف بلده واحده وربما نكون جيران او حتي لا تفصلنا سوي الجدران .. وربما نكون أهل وبيننا صله رحم .
وهل علينا العيد ليذكرنا كالعاده بالأهل والاحباب وصله الرحم والموده . ولكن هنيئا لشركات المحمول …
أصبحت المناسبات والأعياد مواسم لشركات المحمول تجني من خلالها الربح من المواطنين بعد ان اندثرت العادات والتقاليد وتسبب ف بعد الناس وقطع صله الرحم وتسبب ف انتشار الخمول والكسل ناهيك عن تسببه ف ضياع الوقت واصابه الكثير بالتوحد والعزله .
لو ان المسافات ابعدتنا وكانت حائل بيننا فمرحبا بالموبيل واطال الله ف عمره فهو من يجعلنا رغم بعد المسافات نتواصل ونتحادث ونتبادل الود والتحيه ونذكر البعض انهم لا تزال ذكراهم ولا يزالو ف القلوب .
ع العكس من ذلك لو كانت المسافه لا تذكر او مشقه الوصول سهله وتحملنا لها يسير فدعني أقول ألا لعنه الله علي الموبيل . ف هذه الحاله اظن ان اللجوء اليه به الكثير من قله الذوق وعدم التقدير .
عودو الي انفسكم وتذكرو احبابكم وصلو ارحامكم لتذوب الخلافات وتنتهي الاختلاغات ويزيد التقارب . حتي يتعلم منا الجيل الجديد ونكون قدوه لصغارنا ونعلمهم الواجب والصله والود وقيمه الاهل والاسره والاصدقاء والاحبه وادخال الفرح والسرور عليهم وجعل بيوتنا عامره ..
واجعلو بينكم موده لا تنقطع مهما ظهرت وتطورت التكنولوجيا لا يزال اللقاء والمقابله لها التأثير الاكبر ف النفوس ولا زالت دليل علي الذوق والمحبه والتقدير .
وهنقول أيه .. ده رزق شركات المحمول ربنا ميجعلناش قطاعين ارزاق بس دي مسئوليات واداب واذواق ..
اسعد الله ايامكم بصله ارحامكم ..