بقلم : محمد عبد المجيد خضر
لقد تعبنا من الصدمات لما آلت اليه احوال المسئولين العرب مع كل الاحترام للجميع ، ربما اكون مخطئ او ان لهم رؤية تنم عن عقول ذكية وتوجهات شريفة عفيفة وحسن نية .
فنرى السودان الشقيق يمنح دولة روسيا قاعدة في بورتسودان على البحر الاحمر باتفاق لمدة ٢٥ سنة ، قابلة للتجديد ومن اهم شروطها الا تسير القاوانين السوداني على القاعدة ولا منتسبيها من عسكريين وغيرهم بل لقوانين بلدهم روسيا !!!؟؟ .
ومن اهم مهام هذه القاعدة احكام السيطرة على منافذ البحر الاحمر في السودان وايضا المجال الجوي فوق القاعدة ، وبذلك نكون قد سلمنا انفسنا واراضينا بكامل ارادتنا الى قوى استعمارية للتواجد والسيطرة على مقدراتنا وقراراتنا وترابنا الوطني .
واحب ان انبه الاخوة في بلدنا الحبيب السودان الشقيق ، ادرسوا الموضوع جيدا والا تنجرفوا في مثل هذه الاتفاقيات ، وليكن امامكم تجربة جمال عبد الناصر ومن بعده انور السادات مع الروس في الماضي القريب واثناء التحضير لحرب أكتوبر !!!؟؟ .
وارى ايضا تكالب دول عربية تسارع الخطى للتطبيع مع الغزاة الصهاينة وخصوصا دول الخليج وايضا السودان ، الذي فرضت عليه امريكا التطبيع مع اسرائيل مقابل رفعه من قائمة الدول الراعية للارهاب ، ونسوا ان هذه ليست دولة وانما عصابات بني صهيون الاستعمارية الغاصبة لارض فلسطين .
مما يتيح لهذا الكيان التوغل والتواجد في دولنا العربية ولا ندري نواياهم فهم اخبث اهل الارض وحلم توسعهم يحاولون الوصول اليه بكل الطرق الممكنة ، وهذا التطبيع جزء من خطتهم للسيطرة على مقدراتنا وثرواتنا بدعم غير عادي وعلني من أمريكا بلا خجل ولا وجل .
وسوف يكشر انصاف العارفين عن انياب تفكيرهم الضيق المحدود ، ويقولون لماذا تنقض التطبيع مع اسرائيل في حين ان مصر هي اول من طبع وارتبط معهم باتفاقيات .
اقول وبكل الصدق انه هناك تطبيع على المستوى الرسمي فقط لاسباب مفاوضات حروب وحدود ، لكن على المستوى الشعبي غير مقبول ، وان ماتم كان بعد حرب طاحنة تدخلت فيها كل القوى الاستعمارية وخصوصا امريكا ولَم يكن هناك مفر ، اما انتم فماذا يجبركم على التطبيع !!!!؟؟؟ .
وهذه شواهد على ان العرب وكعادتهم لا يستوعبون الدروس ، ويجنحون الى المهانة والذل في احضان وتحت رايات المستعمرين ، اشداء وعناتر فيما بينهم ، وأذلة بلا قيمة مع مستعمريهم ، نحن يا سادة نعيد المستعمرين الى بلادنا بايدينا وربنا يستر .
والله المستعان ويستر على منطقتنا في الشرق الاوسط لما يدبر لها من خطط شيطانية ومكائد خبيثة لم تنتهي بعد ، وجهها مبتسم والخنجر المسموم خلف الظهر استعدادا للانقضاض فاحذروا .