جريدة حكاية وطن/ احذروا التحول الى دولاً فاشلة
للكاتب الاستاذ : محمد عبد المجيد خضر …
لا يخفى على أحدٍ من بلادنا أنظمة وشعوبا السعي الحثيث نتقوى الشر الاعظم المتحالفة!! لتحويلنا الى دولاً متناحرة فاشلة، تتيح لخبث الصهاينة الدفع بالتدخل في امورنا العربية وإدارة شئوننا، و تفشل سعينا للعمل بدستور وطني يحترمه الجميع حتى نتمتع بالحرية والاستقرار والنجاح.
الفشل الذي يلاحق بلادنا ناتج عن ضعف الانتماء والقبلية، ايضا ضعاف النفوس الذين يبيعون الوطن من اجل رفاهية مؤقته زائفة، يفقدون من خلالها أحترام شعوبهم، والاخطر ان مموليهم لا يحترمونهم ويضحون بهم ككم مهمل، ليس له اي قيمة ويداس على رؤوسهم بالأقدام والاحذية، ويطردون من بلاد وتستقبلهم بلاد لكن بلا كرامة، فمن باع بلده فكأنه باع عرضه وشرفه.
يا اخواني أتعجب كثيرا لان ما تم تخطيطه للقضاء علينا عمره أكثر من مائة عام، وقرأناه ووعيناه لكننا تناسيناه وانجرفنا خلف خطوات الشيطان، بل أكاد اجزم بأنه أخطر من الشيطان ذاته، مستسلمين ضعفاء، لم نراعي في ذلك لا تاريخ ولا دين ولا تحذير القرآن الكريم لنا، فقط طأطأنا الرؤوس وانحنينا حتى انقسمت ظهورنا، خدمة لمخططات الخبث والكراهية والدمار ومازلنا!
فتعالو الى لبنان البلد العربي الذي كان عظيمًا جدًا، حتى قامت قوى الشر الأعظم بتفتيت البنية البشرية اجتماعيًا وسياسيًا، بحيث فرقوه الى طوائف متناحرة هذا سني وهذا شيعي وذاك مسيحي ماروني والأخر كاثوليك وذلك درزيًا، ثم دعموا كل فرقة على حده فاصبح لكل فرقة ميليشيا وجيش، وخطوة خطوة تم دعم كل فرقة منهم بسخاء من دول تضمر لنا الشر والكراهية، مثال أمريكا وفرنسا وإيران وبريطانيا والمانيا وايطاليا، وبذلك تم تفتيت الدولة وتقطعت أوصالها، ثم أصبحت حكومتها مجرد أشخاص مناظر ليس لهم اي سبعين لزمة، واختلفوا فيما بينهم على من يكون رئيسًا للدولة، وها هي اصبحت دولة فاشلة بلا حتى رئيس !!؟.
ثم ليبيا الدولة المهلهلة بكل المقاييس وصراعات ليس لها حل ابداً، وحكومة استولت على جزء كبير من الأرض والثروة بقيادة الدبيبة بالقوة القبلية والعزوة، وجزء آخر يدعى الجيش الوطني بقيادة الفريق حفتر وسبحان الله باقي الأراضي الليبية تسيطر عليها قبائل وهناك مجلس نيابي منفصل عن الجميع، ومجلس دولة المفترض فيه ان يكون هو السلطة العليا، والكل يتناحر سعيا وراء مصالح ذاتية واقتصادية وكما قلت لكم ليس هناك اي حل يلوح في الأفق، والجميع يقوم بإفشال اي طريق للحل والاستقرار، لأنهم جميعا يبحثون عن مصالحهم الضيقة ونسوا الدولة وكرامة الدولة والشعب الليبي بلا حول ولا قوة في بلد فاشل فاشل فاشل.
اليمن وما ادراك ما اليمن فصلوه لجزئين وسلموا جزءاً كبيرا تسليم أهالي لإيران، التي تفانت في دعم الحوثي وبرعاية أمريكية!!، حتى قوى ساعدهم وحققوا تقدم على الدولة الشرعية، ثم بعد ذلك وصلوا بهم للهدف المنشود، وهو تهديد البحر الاحمر والملاحة فيه للاضرار بالسعودية ومصر خاصة، ثم العالم اجمع وكأنهم قوة عظمى، ولكن في طريق الشر والكراهية وضاعت اليمن وفشلت!!.
اما العراق وسوريا فحدث ولا حرج فالكل يعلم قصتهما والتمزق الرهيب الذي يعيشون فيه ولا امل في الحل وبذلك اصبحوا دولًا فاشلة بامتياز!!؟.
وأخيرا وليس آخراً والبقية تأتي مشكلة السودان فعلًا ألاعيب شيطانية، تخيلوا قوات الدعم السريع تحولوا بقدرة قادر من ميليشيات انفصالية تستحق العقاب ويسهل القضاء عليهم، الى جيش لديه كم اسلحة رهيب وضم مرتزقة كثر وسيطر على ثروات السودان، ثم أعانوه ليصبح نداً قويًا للجيش الشرعي السوداني، بل تفوق في بعض الجبهات عليه، واعتدى على بيوت الشعب وشرد واغتصب النساء ونهب، واحدث مجاعة مروعة ضد شعب السودان، وعلت الصيحات الخبيثة تدعوا الفريقين للمفاوضات!!!؟ وساووا بين الجيش الشرعي والانفصاليين المرتزقة، عجبت لك يا زمن، واصبح السودان الشقيق بلدًا فاشلًا!؟.
هل وعيتم الدرس أم مازلتم تضعون رؤوسكم بالرمال يا عرب، والله عار عليكم امام الله، ان تركتم بلادكم تضيع امام أعينكم بالغدر والخيانة والتناحر.
اللهم أهدي قومنا فانهم يعلمون لكنهم متباغضون متباعدون يكرهون بعضهم بعضًا، والقوا بانفسهم في أحضان التنين القاتل الذي يمزقهم تمزيقًا.