دمياط / فريده الموجى
عشنا معه دون ان نقدره
ومات في صمت
و مرت وفاته وكأنه خبر عادي في إحدي قنوات الطبخ مش لاننا لا سمح الله عندنا قلة اصل
ولا لاننا مش بنصون الجميل
العفو
بس لاننا ببساطة
اصبح يتحكم في تفكيرنا .. إعلام فاشل
و اصبح يتحكم في تقديرنا للامور .. تريندات ( نجسه )
واصبح الاهم في بلدنا
ليس صاحب شرف الاستشهاد
ليس صاحب العلم
ليس صاحب التاريخ الوطني المشرف
انما … اليوتيوبرز يا عينيا !!!
سمير الاسكندراني
مش عاوز ناس كتير تظلم الاجيال الجديده لعدم معرفتها بتاريخه وتاريخ ابطال كتير
لان اكاد اجزم ان جيلنا والجيل اللي قبلنا والله كتير منهم هما نفسهم مايعرفوش
جوله كده في السريع
عشان لو ابنك سألك مين سمير الاسكندراني
ويارب ماتزهقوش من القرايه
في ٨ فبراير ١٩٣٨ اتولد سمير الاسكندراني في حي الغوريه .. وكان والده تاجر اثاث وله صداقات مع فنانين وشعراء كبار مما اثر فيما بعد في حياة سمير الاسكندراني
في سن ال ١٨ عام .. سافر سمير الاسكندراني يدرس الفنون في ايطاليا عن طريق منحه دراسيه
اثناء دراسته قدر يعمل دايرة معارف وأصدقاء من كل الجنسيات
لحد ما اتقابل مع سليم
راجل اكبر منه بحوالي ١٥ سنه
دخل علي سمير وهو بيتكلم اللغه العربية العاميه زي اي مصري عايش في حته شعبيه .. واتصاحب عليه واصبح بينهم علاقة صداقه
الحكومة الايطاليه كانت بتعطي الطلاب مصروف للمنحه كل شهر ٥٠ جنيه
واتفاجئ سمير ان سليم لما بيسهر معاه في اي نادي من النوادي الليليه .. الفاتورة بتتخطي ال ٢٠٠ وال ٣٠٠ جنيه
والمبلغ دا في الخمسينات كان مبلغ يخض طبعا
لحد ما في يوم سليم عرض علي سمير انه يعيش حياة الرفاهيه دي ويمسك فلوس كتير من خلال انه يشتغل معاه ويخليه يكسب فلوس كتير … فبدأ سمير الاسكندراني ابن ال ١٨ عام يقلق ويشك
في الفترة دي زملاء سمير لما شافوه بيتقرب من سليم .. قالوله خد حذرك .. هو شخص مريب ويحمل جواز سفر امريكي
ووقتها علي حد قول سمير الاسكندراني في احدي المقابلات .. ان اي حد معاه جواز سفر امريكي او انجليزي او اسرلئيلي .. لو قربت منه تبقي كارثه
لحد ما جه يوم وهما قاعدين
وحاول سمير يعرف القصه ورا سليم بحيله ذكية
فسمير قاله انا اصلا اصولي يهوديه
جدي كان يهودي بس أسلم عشان يتزوج جدتي وانا اميل لليهوديه ولجذوري لليهوديه
وهنا .. سليم وقع في الفخ وقال لسمير..وانا كمان يهودي !!
اتصدم سمير من جواه … وبفضول مراهق عنده 18 سنه .. حب يكمل ويفهم ايه اللى ورا سليم وحكايته ولكن بدأ يتعامل معاه بحذر وحرص
سليم اخد سمير الاسكندراني بعدها و خلاه يقابل رجل اعمال ألماني ..
وقاله انت هاتشتغل معانا مادام بتميل لجذورك اليهوديه .. وهانشغلك في منظمة البحر الابيض لمكافحة الشيوعية
واالي هدفها استرداد اموال اليهود اللي اخدتها مصر
و اول سؤال سأله رجل الاعمال الالماني لسمير
انت ايه رايك في حكم جمال عبد الناصر ؟
سمير السؤال خلاه يرتاب .. وعمل اذكي شئ في حياته… جاوب وقال .. حكم ديكتاتوري ومش بحبه
فالراجل الالماني انبسط من اجابة سمير جدا
وهنا عرض عليه الرجل الالماني انه يشتغل معاهم بمقابل مادي كبير في نظير انه ينفذ طلباتهم .. فأدرك سمير انه وقع في مشكلة كبيرة ولو انسحب فجأه ممكن يتعرض للقتل لانه عرف اسرار ماينفعش يعرفها
فوافق سمير للعمل معاهم لحين التفكير في تصرف للخروج من المشكلة
بعدها طلب منه سليم و الرجل الالماني انه يزود طبيعة العمل ..وقالوله مباشرة.. مقابل فلوس كتير ..عاوزينك تتعلم الكتابه بالحبر السري و تنقل اخبار مصر وكمان لما ترجع مصر تتطوع في الجيش و تنقلنا كل حاجه
وكشفوا لاول مره عن انهم عاوزين يجندوه
سمير الاسكندراني له شقيق عايش في النمسا اسمه سامي .. حضر لايطاليا لزيارة سمير .. فحكي له سمير التفاصيل كلها واتفزع سامي من التفاصيل.. فطلب سامي من سمير انه ينزل مصر فورا ويروح للمخابرات المصريه ويحكيلهم كل شئ
نزل سمير علي مصر و راح لقصر القبه وطلب مقابلة الريس .. فطبعا تجاهلوه ..مراهق ١٨ سنه ..يقابل الريس ليه دا
فقالهم عاوزه لامر خطير ومش هاقوله غير للريس
بعد شهر .. طلبوه لمقابلة جمال عبد الناصر
وبيقول سمير الاسكندراني .. انه بعد ٢٥ سنه من الموضوع دا كله اكتشف انهم لما سابوه شهر كامل. ..كانوا بيجمعوا عنه تحريات و ادق التفاصيل في حياته في ايطاليا .ولما عرفوا علاقاته و ادق تفاصيله هناك تأكدوا انه ممكن جاي لمعلومات تخص اسرائيل ..فقرروا يستدعوه
بيقول سمير
دخلت ووجدت جمال عبد الناصر
اترميت في حضنه وقولتله ليه يا ابويا سايبني كل دا انا عاوزك اقابلك من فتره
و جيت اوطي علي ايده ابوسها
سحب ابده وطبطب عليا
( سمير الاسكندراني بيقول انا كنت مهووس بعبد الناصر وكاريزمته و كان بالنسبالي معشوق )
( الكلام أعلاه قاله سمير الاسكندرانى بلسانه فى 2018 فى حلقة برنامج المواجهه مع ريهام السهلى )
جلس سمير وحكي كل شئ للرئيس عبد الناصر
وكان الرد الغريب من الريس
ان سمير هايكمل مهمته
وبيقول سمير الاسكندراني
شعرت بالصدمه عندما قام جمال عبد الناصر بتعليمي بعض الحيل و المعلومات المخابراتيه .. التي لم يعلمني مثلها الموساد الاسرائيلي اثناء تدريبهم لي !!
وبالفعل بدأ يتواصل سمير الاسكندراني مع سليم علي انه بقي الجاسوس بتاعهم
وكسب ثقتهم و توالت احداث كتير
لحد ما قررت المخابرات المصريه تضرب ضربتها
فطلب سمير من الموساد انهم يرسلوا واحد من عندهم عشان يقوله اخبار مهمه ماينفعش تتنقل بالحبر السري لخطورتها
الموساد ارسل واحد من اكبر ضباطه الي القاهره وهو موسي سوارد
فانقضت عليه الصقور المصريه وقبضوا عليه
ولكن…تكتموا علي الامر واجبروا الضابط الاسرائيلي علي مراسلة الموساد بشكل طبيعي … وبالفعل الضابط كان بيرسل للموساد رسايل يطمنهم انه بخير وسمير معاه وبياخد منه المعلومات
وبدأت مخابراتنا تقول للضابط انه يطلب من الموساد يرسل اعضاء الشبكة واحد تلو الاخر للقاهره
منهم روسي وايطالي ويوناني والماني وبعض المصريين
وتم القبض عليهم واحد تلو الاخررر
في اكبر ضربه مخابراتيه في العالم في ذلك الوقت
حاولت اسرائيل الانتقام من سمير
فأرسلوا فرقه لاغتيال شقيقه في النمسا
لكنهم فوجئوا ان المخابرات المصريه كانت تعلم وتسبقهم بخطوه .. وعندما ذهبت فرقة الاغتيال الي النمسا .. اكتشفوا ان المخابرات المصريه اعادت شقيق سمير الي القاهرة قبل وصولهم