بقلم : محمد عبد المجيد خضر
تطوير القرى حل عبقري
ان هناك صراع خفي بين اهل الريف في قرى مصر واهل المدن المجاورة لهم ، حيث انه وخلال الهجرة الكبيرة والسريعة من سكان القرى في كل انحاء مصر الى المدن ، وما صاحبه من تكدس واحمال كبيرة على البنية التحتية والخدمات كافة في المدن وخلق مشاكل متعددة ازعجت اهل المدن .
وقد تسبب ذلك في ضيق وامتعاض من أهل المدن الاصليين والقدامى من هذه الهجرة ، التي قضت على الهدوء والراحة ، وكانت سببا في الزحام الكبير والضغط على شوارع المدن .
ومن امثلة المشكلات التي طالت المدن هي انتشار التكاتك في شوارع المدن ، ومعلوم ان ٩٩٪ من اصحاب هذا الوباء هم من القرويين ، من الوجه البحري والوجه القبلي ولا يخفى عليكم ما تسبب فيه ذلك من مشاكل مرورية وحوادث جنائية وتفشي البلطجة والسرقة والخطف من سائقي هذا الوباء .
ومشكلة اخرى وهي تطلع شباب القرى للاجتهاد والحصول على الشهادات العالية تطلعا لترك بلده والذهاب الى الحلم ، ليبني حياة جديدة في المدن المجاورة لقريته او مدن ابعد وأكبر حسب قيمة الحلم والمنصب الذي وصل اليه .
واعتقد انها كانت فكرة عبقرية ومذهلة ، التي طرحها وينفذها الرئيس عبد الفتاح السيسي بالفكر الهادئ المستنير لتطوير الريف ، ليكون حضاريا ولو أقل قليلا عن المدن ، وتوفير سبل الحياة المدنية ، بجانب الزراعة والحفاظ في نفس الوقت على اسلوب الحياة الجميل في الريف وتنمية الثروة الحيوانية والحفاظ على كل ثروات الريف والنتفاع الاقصى من مردوداتها .
ان هذه الفكرة فاقت العبقرية لوضع الحلول غير العادية وباسلوب راقي يرضي الجميع ، فاهل الريف سوف ينعمون بما تنعم به المدن من الرقي العمراني والخدمات والحياة السهلة ، والقضاء على تفشي الامراض والاوبئة في اهل الريف .
وايضا سوف يحد من الهجرة من القرى الى المدن ، وسوف يخفف من الضغط الذي تعاني منه المدن بسببها ، وايضا من هاجر سابقا سوف يفكر مليا في العودة لارضه واهله وقريته التي تعيش في وجدانه .
لقد ضج اهل المدن من الهجرة المعاكسة والتي ازعجتهم كثيرا من التكدس ، وعانت اهالي الريف الطيبين من بعد اولادهم ولَم يظهروا هذا الحزن الدفين في قلوبهم ، وتمنوا لو ان اولادهم كانوا قريبين منهم ، وفي احضانهم ينعمون كلهم جميعا بدفئ الاسرة والعائلة .
وانهالت الشكوى من اهل المدن بان مدنهم ومحافظاتهم تم الضغط عليها جدا ، فتكدس الناس وانحشروا في عقارات وشوارع المدن ، وتوحش المقاولون في البناء المخالف وتعالو في البنيان ، على حساب المهاجرين من القرى ، بعد ان باعوا اراضيهم ومواشيهم للحصول على شقق باماكن راقية او اقل في المدن .
ان فكرة تطوير القرى وملحقاتها ستكون بمثابة حل أكثر من عبقري لمشاكل كثيرة ومتشعبة وملحة وهامة جدا ، للحفاظ على اللحمة الوطنية والانتماء وعودة الرقي والنماء ، في الاستفادة القسوى والجدوى الاقتصادية المرجوة من الريف وايضا احياء الانتماء .
فأهل الريف ادرى بما يمكن انتاجه للمساهمة في الناتج المحلي ، فلدينا ريف مميز لا يقارن بأي ريف في العالم ، وسوف تقضي على صراع الطبقات الاجتماعية ، وتوفر للمدن كما في السابق كل المنتجات الريفية المحببة للقلوب .
فالريف سيصبح بمستوى راقي وينافس المدن ، وسوف يكون جاذب لاهله للحياة فيه ، بعد ان يتم تطويره وبعد انشاء الطرق والكباري وسهولة التنقل وتوفر وسائل النقل خاصة وعامة ويسر الحركة ايضا ، ولن يشعر ساكني الريف بالرغبة في ترك بلادهم والاتجاه للهجرة الى اماكن بعيدة عن اهلهم وقراهم واقربائك واصدقائهم .
فتحية اكبارا وإعزازًا للرئيس ورفاقه العباقرة الاقوياء الامناء على الوطن والساعين للرخاء والسلام والمحبة بين مكونات الشعب المصري ورفع المعاناة عمن صبروا وتعبوا وارهقتهم الحياة وفقدان قيم الانتماء في نفوس الناس .