“تداعيات مهرجان الجونة السينمائي “
كتب….. محمود سعيد برغش
مهرجان الجونة السينمائي، الذي يُقام سنويًا في مدينة الجونة على ساحل البحر الأحمر في مصر، يُعدّ واحدًا من أبرز الأحداث الثقافية والفنية في المنطقة العربية. ورغم أن المهرجان يهدف إلى الترويج للسينما العربية والعالمية وتشجيع الإنتاجات المستقلة والمواهب الصاعدة، إلا أنه شهد بعض الانتفاضات أو الأزمات التي أثارت الجدل وأثرت على سمعته في بعض السنوات. وفيما يلي عرض لأهم الانتفاضات والمشكلات التي واجهها المهرجان خلال دوراته المختلفة:
1. الجدل حول الأزياء
في بعض دورات المهرجان، أثارت إطلالات النجمات المصريات والعربيات على السجادة الحمراء جدلًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي. فبينما يُعتبر المهرجان منصة للنجوم لاستعراض الأزياء والإطلالات، فإن بعض الملابس وُصفت بالجريئة أو غير الملائمة، مما دفع البعض لانتقاد المهرجان على أنه يُعزز صورة غير تقليدية لا تتناسب مع القيم المجتمعية.
2. التوترات السياسية والاجتماعية
لفت المهرجان الانتباه في عدة مناسبات إلى مواضيع سياسية أو قضايا حساسة، مثل دعم قضايا اجتماعية مثل حقوق المرأة وحرية التعبير. هذا أثار بعض الانتقادات من جهات ترى أن مثل هذه القضايا لا يجب أن تُطرح في حدث فني، أو أنها لا تُعبر عن المجتمع المصري.
3. الأزمات التنظيمية
واجه المهرجان بعض الانتقادات بسبب الأزمات التنظيمية، مثل التأخير في الجدول أو بعض الفعاليات التي لم تُنظم بشكل جيد. في بعض السنوات، أُبلغ عن مشكلات في التنسيق بين الضيوف والمنظمين، بالإضافة إلى قضايا تقنية تتعلق بالعروض السينمائية.
4. التصريحات المثيرة للجدل
شهد المهرجان تصريحات مثيرة للجدل من قبل بعض الفنانين، والتي لاقت ردود فعل مختلفة في وسائل الإعلام ومن الجمهور. هذه التصريحات تسببت في انقسامات بين مؤيدي ومعارضي الشخصيات المشاركة، وأدت أحيانًا إلى موجات من النقد على المهرجان ككل.
5. الضغوط الاقتصادية وتأجيل المهرجان
بسبب الضغوط الاقتصادية وجائحة كورونا في السنوات الأخيرة، واجه المهرجان تحديات مالية أدت إلى تأجيل بعض الدورات أو اختصارها. وقد أثّر ذلك بشكل كبير على جدول الفعاليات وقلل من حجم الحضور الدولي الذي عادةً ما يُضفي بريقًا على المهرجان.
6. ردود فعل المجتمع المحلي
بالرغم من أن المهرجان جلب السياحة وألقى الضوء على مدينة الجونة كوجهة ثقافية وسياحية، إلا أن البعض من المجتمع المحلي قد أبدى استياءه من التغطية الإعلامية الضخمة والتركيز على المشاهير، معتبرين أن المهرجان لا يعكس واقع المجتمع المصري بقدر ما يُعبر عن فئة معينة.
ختامًا
ورغم الانتقادات والانتفاضات، يبقى مهرجان الجونة السينمائي حدثًا مهمًا يجذب أنظار العديد من عشاق الفن وصناعة السينما. كما يمثل فرصة مميزة للتعريف بالإنتاجات السينمائية الجديدة ودعم الفنانين المستقلين في المنطقة. ومع استمرار التحديات، يبقى المهرجان في حاجة إلى تحسينات وتطويرات لضمان استمراريته كمحفل ثقافي محترم ومتوازن يعكس الطموحات الفنية ويظل على مقربة من قيم المجتمع.