بناء الإنسان وتحسين جودة الحياة
[ قضية أمن قومى بامتياز ]
أ.د. محمد علاء الدين عبدالقادر
السبب 14 سبتمبر 2024
إن بناء الإنسان وتحسين جودة الحياة . هما الحد الفاصل ما بين كل مما يلى:-
– ما بين الريادة والتبعية .
– وما بين التقدم والتخلف .
– ومابين الرفاهية والحاجة أو السؤال والعوز .
– ومابين عزة النفس وكرامتها أو كسرة النفس وحسرتها.
– وما بين العلا والشموخ أو الانبطاح والتدنى.
– إن بناء الإنسان وتحسين جودة الحياة هما الحد الفاصل ما بين
أن تكون هناك دولة فى مصاف الأمم أم أن تكون دولة فى زيل القائمة .
– هما الحد الفاصل ما بين تحقيق تنمية وطنية مستدامة لحفظ أمن الوطن وسلامته
أو طلب العون بسؤال اللئيم مع تنمره والانصياع لشروطة وتملقه.
إن الاستثمار فى البشر
[ بناء الإنسان ] وتحسين جودة الحياة
[ بناء المجتمع ] هما وجهان لعملة واحدة لا يمكن الفصل فيما بينهما
فإما تقدم ورفاهية وازدهار أو تخلف وحسرة وانحدار
إن بناء الإنسان وتشكيل الوعى الجمعى هو الحاضنة والقوة المحركة لاحداث التغيير
نحو زيادة الولاء والانتماء والانتقال بالمجتمع إلى حالة من الديناميكة والحركة والنشاط والتميز والإبداع.
وفيما تؤكده الثوابت أن قيمة الإنسان والاستثمار فيه .
هو الطريق نحو الفلاح والنجاة والمدخل الحقيقى نحو بناء المجتمع وحداثتة وعصريته وتقدمها.
وأن الحضارات والدول لا تقاس فقط ببناءها وثرواتها المادية والفنية والطبيعية
بل كذلك بثرواتها البشرية ومدى استثمارها فى العنصر البشرى .
ذلك الإنسان القائد والمعلم والجندى والعامل والصانع والزارع والمهندس والطبيب والخبير
وأصحاب الرأى والفكر وكافة الأيادي العاملة
أينما وجدت فى كافة قطاعات التنمية وكافة مناشط الحياة .
وجميع فئات المجتمع من الشباب والمرأة وكبار السن .
ذلك الانسان وفى مسيرة الحياة هو المايسترو على رأس قوة العمل.
هو دينمو النشاط والحيوية والحركة والابتكار والإبداع الذى يساهم بالعمل على تطوير نفسه وتنمية مهاراته
من ناحية وعلى تطوير وبناء وتقدم وطنه من ناحية أخرى.
هذا الإنسان .. هو صانع التقدم .. وقاهر التخلف.
فهى سيمفونية متلازمة لا يمكن فصلهما عن بعضهما .
يتناغمان فى علاقة ارتباطية تبادلية قوية ذات معنى ودلالة.
علاقة ارتباطية تجمع ما بين :-
[ بناء الإنسان ] باعتبار أن الإنسان هو المتغير المستقل القائم بعملية التنمية هذا من ناحية .
وبين
[ بناء وتقدم وحداثة المجتمع ]
باعتبار أن المجتمع هو المتغير التابع المتلقى لمشروعات البنية التحتية
وعوائد المشروعات الاستثمارية ومخرجات كافة أنشطه قطاعات التنمية من ناحية أخرى
وبما ينعكس مرة أخرى على تعليم وصحة ورفاهية الإنسان وكافة الخدمات المقدمة لتحقيق حياة كريمة له ولأبناءه وأسرته
إن هذين المتغيرين المستقل
[ بناء الإنسان ] والتابع [ بناء المجتمع ] يؤثر كل منهما فى الأخر .
فى علاقة ارتباطية تبادلية قوية ذات معنى ودلالة
فإما أن تكون هذه العلاقة :-
-مؤشرا على مدى تخلف العنصر البشرى وبالتالى تدنى وتخلف المجتمع هذا من ناحية.
– أو أن تكون مؤشرا على مدى تطور العنصر البشرى وبالتالى رقي وتقدم المجتمع على الناحية أخرى.
إن إعادة بناء الإنسان من جهة وما يتعلق ببناء وتحديث المجتمع وبنيته التحتية
على الجهة الأخرى فهما وجهان لعملة واحدة نحو تحقيق التقدم والتميز
ويتم ذلك بتبنى سياسات واعدة ومسارات صحيحة نحو صيانة
والاهتمام بالعنصر البشرى القائم على عملية التنمية وعلى المصالح الوطنية بعلمه ومعرفته
حتى أن تصل الدولة إلى درجة عالية من الحداثة والنمو والتقدم .
أو لحالة من التدنى والتخلف يرثى لها إذا ما أهمل هذا الإنسان ذلك العنصر البشرى.
إن الاستثمار فى البشر والاهتمام بإعادة بناء الانسان المصرى العصرى وصياغة ملامح وجوهر الشخصية المصرية الوطنية الواعية القادرة على
الاستبصار والتحليل والموضوعية والقادرة على المشاركة فى صناعة واتخاذ القرار بالعلم والمعرفة .
ذلك هو حجر الزاوية لبناء الانسان وتحقيق الذات والأمانى والطموحات وكافة بنود سلم الحاجات الإنسانية.
والعمود الفقرى لتحقيق التنمية وتقدم وازدهار وبناء المجتمع على مستوى كافة ربوع الوطن.
وأن الدولة الرائدة المتميزة القوية* تبنى رغم قلة مواردها بسواعد وفكر وابداعات أبنائها .
ولا تبنى بجهل مجتمع لا طموح له ولا علم ولا ثقافة ولا معرفة.
انظر مثلا إلى كوكب اليابان
ما بعد هيروشيما ونجازاكى وكواكب ونجوم الأرض الأخرى
حيث كوريا الجنوبية وسنغافورة وهونج كونج ودول أوربا المتقدمة شرقا وغربا وأمريكا وكافة الدول السبع المتقدمة ارتكازا على مبدأ تنمية العنصر البشرى ونهوض وتقدم المجتمع .
إن مدخلات ومبادىء إعادة بناء الإنسان المصرى هو طريق البداية لضمان تحقيق التنمية البشرية المستدامة.
وهو جوهر اهتمام وتوجهات القيادة السياسية فى مصر فى ظل الجمهورية الجديدة .
باعتبار أن
[ بناء الإنسان وتطوره ]
[ وبناء المجتمع وتقدمه ]
هما وجهان لعملة واحدة يصعب الفصل فيما بينهما فإما تميز وإبداع أو تخلف وانحدار
– مع توجه القيادة السياسية بمفهوم الجمهورية الجديدة نحو الاستثمار فى البشر وإعادة بناء الإنسان المصرى وتشكيل الوعى المجتمعى
وتحسين جودة الحياة باعتبار أن الإنسان هو العقل المدبر الذى يخول إليه قيادة قاطرة التنمية ونهوض وتقدم المجتمع .
-كما تؤكد القيادة السياسية على أهمية الوعى وتوجيه الفكر الجمعى لحماية الأمن القومى المصرى.
وفى كل الأحوال لا يمكن أغفال الدور المحورى لمؤسسات التنشئة الاجتماعية نحو
[ تنمية الوعى الجمعى وزيادة الولاء والإنتماء وبناء الإنسان فكرا وثقافة وصياغة الشخصية الوطنية الواعية بالقضايا المعاصرة
والمدركة لكافة المخاطر والتحديات التى تعانى منها الأمة وأساليب المواجهة.
إن مؤسسات التنشئة الاجتماعية الفاعلة عليها أن تعمل مع بعضه فى تناغم فى ضوء استراتيجية وطنية
محددة الطموحات والغايات والأهداف وما تتضمنه من برامج وخطط تنفيذية يتم تحقيقها بتكاتف جهود كافة الوزارات المعنية.
مع صياغة خارطة طريق ، وسياسات واضحة المعالم نحو بناء الإنسان فكريا وروحيا وثقافيا .
وتبنى الموهوبين والنابغين فى كافة المجالات .
وإعداد الأجيال الجديدة
وتتضمن مؤسسات التنشئة الاجتماعية المعنية ببناء الانسان .
كل من : –
– مؤسسة الأسرة الراسخة .
– والاعلام الوطنى التنويرى .
– والمؤسسة التعليمية حيث المدرسة والجامعة شعاع العلم والفكر .
– ودور العبادة المسجد والكنيسة لصيانة الأخلاق وقيم المجتمع ونثر بذور المحبة والود والسلام الاجتماعى.
– ودور وزارة الثقافة وبنيتها التحتية الناعمة من مسرح وسينما وقصور ثقافه وغيرها.
– وما يتعلق بدور كل من الحكومة والدين والقانون.
– ولا ننسى دور أندية ومراكز الشباب نحو إعداد النشىء وتوجيههم .
– ودور منظمات المجتمع المدنى .
كل ذلك بما يمكن أن يحققه من :-*
– زيادة الوعى .
– ورسم المستقبل المنشود .
– وتعزيز قيم المواطنة .
– ومجابهة التعصب .
– ومحاربة الفكر المتطرف .
– واكتساب القدوة الحسنة .
– والحفاظ على الهوية الوطنية ومنظومة القيم ، وثقافة وعادات وتقاليد المجتمع.
– مع الاهتمام بعقل وصحة الإنسان وتنمية القدرات وتطوير واكتساب مهارات وتكنولوجيا العصر الحديث
حتى أن يكون ذلك الإنسان قادرا على العمل وعلى الابتكار والإبداع
وأن يكون منافسا موثوقا به فى سوق العمل داخل وخارج مصر .
كل ذلك تحديا لتوجهات الغرب وأهل الشر لنشرهم المفاسد وسعيهم لهدم القيم الجمالية وثقافة وأخلاقيات المجتمع.
مع التأكيد على مفهوم
[ النسبية الثقافية ] بمعنى أن ماهو سائد ومقبول فى مجتمع ما
قد يكون مرفوض وغير مقبول فى مجتمع أخر والعكس صحيح بما يحدد ذلك الإطار الحضارى والثقافى لمنظومة قيم وأخلاقيات المجتمع
فيما هو متعارف عليه ومقبول وفيما هو غير محبب وغير مقبول .
فى اطار من العرف والعادات والتقاليد والضبط الاجتماعى للحفاظ على نسيج الأمة وتماسك المجتمع.
وأن للثقافة بوجه عام دور محورى فى بناء الإنسان وفى تشكيل الوعى الجمعى.
باعتبار أن الثقافة هى جزء لا يتجزأ من ملامح محددات التنمية المستدامة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية ، هذا من ناحية .
مع وضع الإنسان على قمة سلم أولويات التنمية المستدامة
من ناحية أخرى .
وأن هناك علاقة وثيقة بين الثقافة والتنمية المستدامة وبناء الإنسان.
وأن الثقافة بشقيها المادى والمعنوى هى المحرك الفاعل الرئيسى لاحداث أى تغيير فى سلوكيات البشر
وفى بنيان ونهوض وتقدم المجتمع ، ومحركا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030 .
حتى أن تصبح مصر بفضل الله فى مصاف الأمم رغم حقد الحاقدين وتربص المتربصين
وفيما تواجهه بعزيمة وإصرار من مخاطر وتحديات بامتلاكها كافة مظاهر القوة والقدرة الشاملة ووعى وتماسك شعبها .
وقد دعا رئيس الجمهورية بأهمية العمل الجاد لتحقيق الهدف الاستراتيجى نحو بناء الإنسان
باعتباره الغاية الأسمى لصناعة التقدم والرقى الحضارى .
مع إطلاق مبادرة رئيس الجمهورية للتنمية البشرية تحت شعار
[ بداية جديدة لبناء الإنسان ] وتحسين جودة الحياة.
وعليه فإن الإنسان
[ ذلك العنصر البشرى ] هو حجر الزاوية فى عملية التنمية .
وهو أهم مكوناتها باعتباره هو الوسيلة والغاية معا حيث : –
– هو القائم بعملية التنمية
[ الوسيلة ]
بما يمتلكه من معارف ومهارات والمشارك فى صنع القرارات وفى عمليات التخطيط ورسم السياسات
إذا ما أحسن اعداده وتدريبه هذا من ناحية.
-وفى ذات الوقت هو
[ الهدف والغاية ] فهو المستفيد من مكتسبات وعوائد التنمية وجنى ثمارها بما يضمن له تحسين مستوى معيشته وتحقيق حياة كريمة من ناحية أخرى.
إ.د. محمد علاء الدين عبدالقادر