بقلم /السعودي محمد
إننا في بادئ الأمر لا ندافع عن الإسلام ولا منافحةً عن نبي الإسلام .. فما كانت الحقائق العُليا والفضائل السامية بحاجةٍ ابداً إلى من يدافع عن وجودها ويحدِّ عن اثارها ويعلن عن فضلها وقدرها، فذلك من شأنه أن يجور علي مقامها ويهوِّن من شأنها ويوقع في النفوس خفاء يحتاج إلى بيان، وفي وجهه تهمة تحتاج إلى دفاع ودفاع..
ثم إن من يعمي عن هذه الحقائق العُليا والفضائل السامية ويجادل ويهاري في بهائها وجلالها هو ابعد ان يهتدي إلى حق أو يستقيم إلى هدي قال تعالي:”{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ ءَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلٰى قُلُوبِهِمْ وَعَلٰى سَمْعِهِمْ ۖ وَعَلٰىٓ أَبْصٰرِهِمْ غِشٰوَةٌ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7)}
وتلك حقيقة عرفها الناس من أكثر من اربعةَ عشرَ قرناً وصورها الشاعر بقوله :
وليس يصح في الافهام شئ…. اذا احتاج النهار إلى دليل
واذا كان من المضيعة للجهد الوقوف في مقام المجادلة فانة يكون من الازدراء بدين ﷲ في مقام الدفاع عنه والموازنه بين حقائقه وبين ما تحمله الديانات الأخرى من مقولات ومعتقدات وتصورات ومعتقدات ما أنزل ﷲ بها من سلطان_التي جاءت في زمن معين لاقوام معينين لعبادة الله عزوجل فقط_بما جاء علي لسان سيدنا هود وسيدنا صالح.. الخ
ولهذا كانت دعوة النبي محمد ﷺ قائمة علي هذا المنهج الذي ارسله له ربه قال تعالي :{ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجٰهِلِينَ }
فالانسان بفطرته مؤمن بالله ذلك الإيمان الذي هو أساس دين ﷲ ومركز دائرته قال ﷺ:”كل مولود يولد علي الفِطره..”
وهذا ما اخذه ﷲ علي البشر منذ خلق آدم عليه السلام إلى يومنا هذا واشهدهم علي أنفسهم ألست بربكم قالوا بلي شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين.
أخيراً…. نؤكد أن دعوة الإسلام ليست دعوة مراسم وطقوس ومشاهد، وإنما هي لتصحيح لانسانية الانسان ورد كل عقل راقد في آفات الضلال والزيغ عن هُداه، فيتعامل مع الانسان العاقل الرشيد الذي هو مصدر لكل نور وهدي.. قال تعالي :{وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُۥ نُورًا فَمَا لَهُۥ مِن نُّورٍ }
اللهم اعزّ الإسلام والمسلمين إلى يوم الدين.. وﷲ تعالي أعلى وأعلم.