انتباه! أيها العالم
بقلم نشأت فل صموئيل
إن شخصية مصر تظهر وتتجلى في حضارتها وتاريخها.
فهي لا تنحصر في آثارها أو معالمها ولا تختصر في نيلها
بل هي منقوشة في جبين أهلها، محفورة في قلوبهم تسري في عروقهم.
مصر لها شخصيتها وهيبتها الفريدة من نوعها، شخصية تنبثق من هوائها ونيلها وترابها،
تلتصق بمواطنيها وتترك فيهم بصمات الملامح المصرية وسماتها العبقرية وجيناتها الفرعونية.
إن مصر تملك أعظم حضارة تحمل لنا وللإنسانية آفاقًا ودلالات ومفاهيم عميقة
تثير دهشة العلماء.
ومن جور الزمان ومساوئ الأقدار في ظلم الأوطان أن هذه الحضارة الغراء لا يعرفها غالبية العالم
لا يدركون قدرها فهم يجهلون قيمها وقيمتها.
ومن المؤسف جدًا أن أبناء هذه الحضارة أنفسهم يهملونها مشتتين تائهين منبهرين في أبحاثهم عن حضارات أخرى،
لا تمثل شيئًا أمام عظمتنا المصرية.
على سبيل المثال…
فإنني عندما قررت اختيار موضوع رسالتي في درجة الماجستير، كان عنوانها
“دور القائد التربوي في تنمية المهارات السلوكية في ضوء الفكر الإداري الياباني”.
ولا أعرف كيف اقتديت بدول أخرى وأنا من أبناء حضارة تمتد لآلاف السنين،
ولم أنتبه أن حضارتنا سبقت العالم أجمع في الأخلاق واحترام الإنسانية،
وهذا ما قدمه لنا التراث القديم في العديد من القيم، منها “قوانين ماعت” التي تضمنت 42 عبارة تشير إلى الضوابط الأخلاقية العميقة.
أيها السادة القراء…
إننا في زمن يتلاعب فيه البعض بمقدرات الشعوب، وتزداد فيه المؤامرات ضد الأوطان.
ونحن في الشرق الأوسط نشهد أحداثًا معقدة ومتداخلة تؤثر علينا بشكل مباشر وغير مباشر،
بسبب الروابط التاريخية والسياسية وموقعنا الجغرافي.
إن مصر في مواجهة مع تحديات صعبة وأزمات اقتصادية متزايدة.
وقد يستغل المتربصون هذه الفرصة لتمزيق الوطن وزعزعة استقراره بخيالاتهم المريضة وجهلهم العميق،
واهمين غير مدركين أننا أكبر من كل المؤامرات، فهذه الأرض الطيبة تحمل في طياتها تاريخًا من الصمود،
وشعبًا مؤمنًا يحميها وقت الشدة بقلبه وروحه.
أيها المصريون…
تمسكوا بالتفاؤل والأمل واصبروا على التحديات، شاركوا في بناء وطنكم بالإيمان والعمل.
لا تدعوا أي شيء يثني عزيمتكم، فأنتم شعب عظيم، يظل حاضرًا في أوقات المحن،
شعب تزداد قوته كلما زادت التحديات، وتتضافر أصواته كلما تعاظمت المخاطر.
كونوا دائمًا عونًا وسندًا إلى جيشكم العظيم، فهو يستحق منكم التقدير.
هو الحصن الذي يدافع عنكم، هو الرمز الذي يجسد عجزتكم وكرامتكم.
أيها السادة أصحاب القرار…
نحن نحتاج إلى إصلاحات.
نحتاج الكثير من الجهد والبحث والتدقيق في اختيار الكفاءات للمناصب والمهام.
نحتاج برلمانًا قويًا يمثل المصريين تمثيلًا حقيقيًا.
برلمان أعضائه من أثرياء العقول، ليسوا من عقول الأثرياء، يقودون البرلمان بعقولهم لا بثرواتهم،
خاصةً أننا على مشارف تأسيس حزب جديد “الجبهة الوطنية”، وهذا حدث يدعو إلى التفاؤل ويعزز إثراء الحياة السياسيةوالتعدديه الحزبية.
كونه يضم كوكبة من ذوي الخبرات السياسيةو مشهود لهم بالكفاءة
أيها العالم…
مصر هي كيان كبير له تاريخ عظيم يحمل لابنائه الأصالة والعراقة، ويصنع داخلهم قواعد الحداثة والمعاصرة.
إن المصريين لن يسمحوا المساس بالسلام الاجتماعي في مصر، فلا تظنوا أننا في حالة ضعف ظاهر،
لأننا دائمًا نملك القوة الكامنة.
إن مصر هي روح لا تموت، تنبض في قلوب المصريين.
إننا المصريون امتداد لأجدادنا الفراعنة العظماء، نحافظ على وطننا ونفخر بتاريخنا، فهو ملك لنا ولأبنائنا من بعدنا.
انتباه…
إن شخصية مصر ليست تاريخًا يُروى ولا آثارًا تُزار،
بل هي جينات متوارثة على مدار التاريخ.
هي الأصالة في جذورها والقوة الهادئة.
شخصية مصر تتجلى في أعماق المصريين، ساكنة في قلوبهم، تسري في دمائهم، تظهر في عيونهم،
محفورة في جبينهم، تبث القوّة والعزيمة في إراداتهم.
إن شخصية مصر داخل كل المصريين.
هذه هي مصر… يا أيها العالم انتباه!