المصالحة الفلسطينيّة، عقبات كبرى في الطريق
عبده الشربيني حمام
تتزامن محادثات المصالحة الفلسطينيّة مع استعداد الطبقة السياسيّة بالضفة الغربيّة وقطاع غزّة للانتخابات الموحّدة القادمة، والتي من المتوقّع أن تُجرى في منتصف السّنة الجارية.
ويناقش الخبراء السياسيّون فرضيّتيْن: الأولى نجاح محادثات المصالحة وإنهاء الانقسام الفلسطيني، وهو ما ينتظره عدد كبير من الفلسطينيّين. والثانية انتكاس المسار والعودة إلى نقطة الصّفر، وهو السيناريو الذي يرجّحه عدد هامّ من الخبراء والمتابعين للشأن الفلسطيني.
يُذكر أنّ هذه ليست المرّة الأولى التي حاولت فيها حركتا فتح وحماس تجاوز المشاكل بينهما وإنهاء الانقسام السياسيّ بين الضفّة الغربيّة وقطاع غزّة. إلّا أنّ جميع المحاولات السّابقة رغم جدّيتها باءت بالفشل، ويعود ذلك إلى أسباب موضوعيّة كثيرة، أهمّها حجم الاختلاف السياسيّ بين الفصيليْن وتراكم الصراعات طيلة السنوات الماضية، ما يجعل تجاوزها أمرًا عسيرًا.
ومن المنتظر أن يتحمّل صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، جزءًا كبيرًا في حال فشل محادثات المصالحة، نظرًا لكوْنه أبرز المراهنين على هذا المشروع. و يرى عدد من المحللين ان الشق الرافض لمسار المصالحة بشكلها الحالي قد ضغط في الفترة الأخيرة لإقناع العاروري بعدم وضع ثقته الكاملة بقيادات فتح، تجنّبًا لخسائر منتظرة سياسيًّا ومعنويًّا.
وفي سياق الانتخابات القادمة، أكّد مصدر لصحيفة الشرق الأوسط إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس حريص على إنجاح الانتخابات الفلسطينية القادمة دون تأجيل، حتّى وإن تراجعت حماس عن مشاركتها في هذه الانتخابات. كما أكّد المصدر: “الرئيس ماضٍ في إجراء هذه الانتخابات… يريد تجديد الشرعيات، وأصدر مرسومه هذه المرة كي لا يكون هناك مجال للتأجيل تحت أي ظرف”.
رغم الآمال الكبيرة التي يعلّقها الفلسطينيّون في مشروع المصالحة فإنّ المؤشرات الموضوعيّة للأسابيع الأخيرة تؤكّد سير المحادثات نحو الفشل في حال رفضت حماس تقديم الضمانات التي تطلبها فتح لتجنب سيناريو انتخابات 2006. أيّ مستقبل ينتظر فلسطين في حال حدوث انتكاسة جدية في مسار المصالحة؟