المارد والطريق..
حوار غادة سيد
قد يرسم لك القدر طريقا ذا بريق؛ ومع أول خطوة على الطريق؛ تجد البريق وقد انطفأ وسادت العتمة بوخزها المؤلم في أرجائك؛ ثم لم يلبث الباب أن يوصد ليقضي على بصيص الأمل المتبقي لديك.
ويلَوح لك الإحباط شامتا ومتوعدا، فينهض المارد الصغير فيك؛ يلهمك أنفاس التصميم على المضي قدما رغم قدميك الصغيرتين وخطواتك المتعثرة بأثقال تجرها خلفك رغما عنك. تقطع المسافات وتزيح العراقل وتتقى معاول التثبيط بيديك وكتفك العاري من كل انواع الحماية إلا العزيمة والصبر والمصابرة مع من تبقى لك من سند.
لم تفطن للمارد الصغير وقد نمى وتعاظمت قوته متسلحا باليقين في حتمية الوصول مع كل هذا السعي الدؤوب.
يستقبلك إنجازك بالحلوى والورود. فتتناسى مابك من جروح غائرة وعلاماتها المحفورة في الجسد والروح. ويكون تصميمك أن تفتح طريقا جديدا بل وطرقا أكثر وأكثر فقد أدمنت النجاح وألفت الجروح.
• اليوم حوارنا مع المبدع الخلوق أستاذ حسام أبو العلا
بالغ الترحيب بسيادتكم ويسعدنا أن نتعرف على الإنسان حسام أبو العلا، من هو؟
• إسمي حسام مصطفى أحمد أبو العلا واسم الشهرة حسام أبو العلا، تاريخ الميلاد: 6- 9 – 1973، والدي من قرية شنفاس مركز أجا بالدقهلية لكني ولدت وتربيت في مدينة كفرصقر بمحافظة الشرقية؛ وهي المدينة التي تنتمي لها والدتي حيث عمل والدي هناك وأكملنا الحياة. وكان الاستقرار فيما بعد بالقاهرة.
التحقت في المرحلة الابتدائية بمدرسة ” جمال عبد الناصر وأحمد عرابي ” ثم مدرستي كفرصقر الإعدادية والثانوية للبنين.”، ثم حصلت على ليسانس الأداب من جامعة الزقازيق عام 1995 تخصص تاريخ بتقدير جيد، وأعمل صحفيا.
زوجتي وهي مسؤولة في وزارة التربية والتعليم وحاصلة على درجة الدكتوراه، وابنتي تخرجت في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية؛ شعبة ترجمة فورية من جامعة حلوان و الحمد لله تعمل حاليا في وظيفة مرموقة، وابني لايزال في الجامعة وهو طالب في كلية التربية الرياضية جامعة حلوان.
رحلت أمي عندما كنت طفلا لم يتجاوز 13 عاما ورحل والدي في نهاية عام 2022 ولي شقيقة ربة منزل وشقيقين أصغر مني؛ أحمد مهندس ويعمل في السعودية، ورؤوف محاسب ويعمل في شركة بترول.
• لنا عظيم الشرف بالتعرف عليكم و على عائلتكم الكريمة وهو كرم متأصل في سيادتكم من الجذور؛ فقد أفردتنا بالكثير من المعلومات الهامة والقيمة؛ بارك الله فيكم وشمل الوالد والوالدة بواسع رحمته.
• سيادتكم صحفي لامع وقد شاهدت لقاءات قيمة لكم على شاشة قناة النيل. لكن ما هي المناصب والمسؤوليات التي توليتها كصحفي او في مجال الأدب؟
• الحقيقة لم أتول أي مناصب رسمية في مجال الأدب ، لأن الكتابة ستظل هواية تسعدني أكثر منها رغبة في الحصول على أي منصب من جهة رسمية بالدولة.
وأنا حاليا نائب مدير تحرير مجلة أكتوبر بدار المعارف؛ ورئيس قسم الشؤون العربية؛ ومحلل سياسي في القنوات المصرية والعربية و أعمل مراسلا لصحيفة عربية، وأكتب مقالات في عدد من المواقع والصحف المصرية والعربية؛ و قد حققت والحمد لله عدد من النجاحات في مجال الصحافة التي أشعر بالرضا عنها.
• لقاءات وحوارات لا تُنسى في مشوارك.. وما تتمناه في المستقبل..
• في مجالي الصحفي أجريت حوارات مهمة أعتبرها علامة مضيئة في مشواري المهني مع عدد من الوزراء والدبلوماسين العرب وركزت على القضايا العربية المهمة خصوصا في الفترة من 2010 وحتى العام الماضي .
وقد أجرت عدة صحف عربية لقاءات معي عن تجربتي في كتابة القصة القصيرة وكان أبرزها مع صحيفة جزائرية؛ فقد كان حوارا شاملا؛ تطرق لموضوعات مهمة كثيرة.
وأتمنى الاستمرار في تحقيق النجاح سواء في الكتابة الأدبية أو عملي الصحفي؛ واجتهد بكل طاقتي للاستمرار في استكمال المشوار الذي بدأ مبكرا حيث بدأت مشواري في الصحافة عام 1993 عندما كنت طالبا في الجامعة ثم بدأ مشوار التدريب في مؤسسة الأهرام وتحديدا مجلة الشباب في عام 1995 عندما كان يرأسها الراحل عبد الوهاب مطاوع .
مشوار مشرف ولايزال في بدايته؛ نتمنى لكم مزيد من العطاء والنجاح.
• حدثنا عن إنتاج سيادتكم الأدبي . وما هي أحب الأعمال إلى قلبك؟
• “نظرة وداع” .. وهي المجموعة القصصية الأخيرة في مشواري الأدبي، وجاءت بعد المجموعات القصصية “قلب مهزوم” و “الكيس الأسود” و “موعد للفراق” كتاب نصوص” قلب بداخله إنسان”
وقمت بالمشاركة في كتابين للقصص المترجمة للإنجليزية مع نخبة من ألمع كتاب القصة في مصر.
أما أحب الأعمال إلى قلبي: قصة “هي وأبناؤها” من مجموعة “موعد للفراق” وتحكي عن مسنة فقيرة تعطف على كلاب ، حيث وجدت الكلاب في هذه السيدة الرحمة من قسوة البشر ، كما وجدت هي فيهم حنان لم تجده في الأبناء الجاحدين ، وتوفت بالتهاب رئوي بعدما كانت تفرش للكلاب ما يدفئهم في يوم شديد البرد والمطر.
• أهم التكريمات أو الجوائز التي حصلتم عليها..
• حصلت على درع التميز في الإعلام من السفارة المصرية بالسعودية 2004
و درع محافظتي الفيوم وبني سويف
و درع وزارة الثقافة المصرية
وعدد من الجوائز المحلية والعربية في القصة القصيرة.
أهديها جميعا لوالدي ووالدتي، وأضعها أمامي دائما كمسؤولية حملتها، و عازم على الا أخذل من منحوني إياها بمزيد من الاتقان وبذل الجهد.
• اهم الشخصيات التي أثرت بسيادتكم وما وجه التأثير الذي أحدثوه في شخصيتك.
• أول من تأثرت به والدي رحمة الله عليه ، كان ولا يزال قدوتي ، تحمل مسؤولية تربية أبنائه بعد وفاة زوجته الشابة وتحمل الكثير رغم عمله الصعب في مجال البنوك ، كان نهرا من الحنان والعطاء ، وأدت وفاته إلى صدمة كبيرة لافتقادي صديق عمري الوحيد.
كما تأثرت في مشواري الصحفي بالكاتب الكبير الراحل عبد الوهاب مطاوع؛ كان مدرسة في الصحافة وخصوصا الجانب الإنساني؛ وأجد سعادة بالغة عندما يشبه بعض النقاد كتاباتي بأستاذي الذي تتلمذت على يديه ومنحني لقب الشهرة “حسام ابو العلا”، كما تبنأ بموهبتي في كتابة القصة.
• أحداث هامة محفورة في الذاكرة لايمكن أن تنساها سلبا او ايجابا.
• وفاة أمي كان ولايزال أبرز حدث غير مسار حياتي من طفل يلهو مع رفاقه بالكرة إلى رجل في عمر الـ13 عاما يشارك والده مسؤولية تربية أشقائه.
وسفري للعمل بالسعودية وكنت شابا صغيرا يبلغ من العمر 25 سنة، وتحملت 9 أعوام ثم عُدت بعد رحلة جميلة وشاقة لكن أكسبتني الكثير من خبرات الحياة في سن مبكر.
• حالفك التوفيق دائما، فكلما كان الطريق شاقا كلما صقلت الشخصية وكانت أكثر صلابة وإبداعا.
• ما هي رسالتكم في الحياة في نقاط؟
• الرضا بالضراء قبل السراء؛ هو أهم ما أعلمه لأولادي. والعطاء بدون مقابل.
وتحويل الألم إلى أمل؛ ففي كل محنة منحة لابد أن نبحث عنها.
• من تتوجه له بالشكر . باللوم . بالاعتذار؟
.الشكر لأبي وأمي هما من صنعا مني إنسانا أتمنى أن اشرفهما.
لا ألوم أحدا فكل ما أفعله لمن يسيء إلي، أن أنسحب بهدوء. فمن لا يقدرك ولا يدرك قيمتك ويستهين بك لايستحق منك كلمة لوم.
الاعتذار لنفسي لأني قصرت كثيرا في حقها لكني راضي تماما.
• شخصية تتمنى لو كنت التقيت بها قبل رحيلها أو تمنيت أن تكون فترة وجودها بحياتك أطول..
• جدتي رحمة الله عليها الحاجة هانم ، كانت نبعا متدفقا من العطاء والحب؛ ولم يمهلني القدر لأنعم كثيرا بهذا الحنان.
• مبدأ أو حكمة تؤمن بها ولا تتخلى عنها مهما كانت الظروف.
• عزة النفس أغلى ما لدى الإنسان لو أهدرها أضاع قيمة ذاته.
ومبدأ آخر أؤمن به: لا تندم على من خسرك مادمت راعيت الله فيه. ثق في كرم الله وتعويضه.
• ماذا يمثل شهر رمضان في حياة أستاذ حسام أبو العلا؟ وذكرياتك فيه؟ وما الذي افتقدناه اليوم؟
• استقبلت شهر رمضان هذا العام بالدموع، لأنه الأول بعد رحيل والدي ، حرمت من نعمة الجلوس بجواره كالطفل الذي لايزال يشعر بجمال ولذة كل ما يطهيه بيديه ، ولا أعرف كيف سيأتي العيد أيضا بدونه.
رمضان في الماضي كان اجمل وبه دفء وذكريات لا يمكن نسيانها، حاليا كل ما نراه مسخ فاقد لأي قيمة ومعنى.
• رحم الله الوالد، و لعل شهر رمضان فرصة لتهديه ثواب قراءة القرآن، وتتصدق باسمه واسم كل من عز عليك وتكثر من الدعاء لهم جميعا.
• ماذا تحب أن تقول في نهاية الحوار؟
• أشكرك جدا على هذا الحوار الذي أثار شجوني وفجر دموعي وأعادني إلى الحنين لأجمل وأتعس ذكريات العمر .. كل الشكر والتقدير على إتاحة هذه الفرصة.
• بالتأكيد لم نكن نريد أن نثير شجونك لكن يسعدنا أن تشاركناها سويا.
ولكم جزيل الشكر أن أعطيتنا هءه الفرصة وهذا الوقت من أجل حوارنا.
• كل الشكر والامتنان لكم.