بقلم الأديب / صلاح سيف
كانت هناك أمرأه فقيرة، تعتمد في كسب قوتها وقوت أبنائها الأربعة الصغار من بيع الخضار “الفجل والجرجير”، تخرج كل يوم إلى السوق وتجلس وأمامها (رُبط: الفجل والجرجير)، وتعود في المساء حامدة ربها على الرزق الحلال بعد أن توفى والد أبنائهامنذ أعوام. في أحد الأيام كانت المرأة الفقيرة وأطفالها أشد المعاناة بعد أن طاردتها شرطة البلدية للجلوس في الشارع دون أن تدفع أرضية للمكان (25 خمسة وعشرون قرشا) في اليوم، وهي محتاجة لكل قرش للصرف على الصغار. لم تتمكن المرأة الفقيرة من دفع مبلع “الخمسة وعشرون قرشاً” يومية البلدية، كان أرنوب صديقاً لأحد أبنائها، وعندما غاب صديقه عن المدرسة ذهب ليسأل عليه. وجد الأطفال الصغار يصرخون من شدة الجوع، سمع أحدهم يقول: أماه غذيني، وآخر يقول: الجوع يؤذيني، وثالث يقول: ألم يحن الطعام؟ قال أرنوب لصديقه: من هؤلاء يا بطوط؟ قال بطوط: أخواتي. قال أرنوب: ولماذا يصرخون من ألم الجوع، أليس لديكم طعاماً؟ سقطت دمعة من عين بطبوط وقال: البلدية!! كان والد أرنوب يعمل رئيساً لمجلس مدينة الرحمة، فأدرك أرنوب أن والده يمكن أن يحل المشكلة. رجع أرنوب إلى البيت وجلس مع والده، وقال له: يا أبي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: (لو عثرت دابة في العراق لسؤل عليها عمر). قال والده: وماذا تقصد يا بني؟ قال أرنوب: من فضلك يا أبي أرجو أن تأتي معي لزيارة أحد رعاياك. يقول الرسول الكريم* (كلكم راعٍ وكل مسئول عن رعيته….). خرج أرنوب ووالده إلى بيت المرأة الفقيرة أم صديقه بطوط، فوجد المرأة تغلي حب الذرة بالماء والملح في النار لتطعم أطفالها. عرف والد أرنوب رئيس مجلس مدينة الرحمة بما حدث للمرأة الفقيرة، فأمر بإنشاء كشك صغير، وبه بعض الحلوى، وقال لها: يمكن أن تضعي الفجل والجرجير أمام الكشك أيضاً وسوف نقوم بصرف الملابس المدرسية للأولاد، ودفع المصروفات وذلك حتى تواصل تربيتهم. دعت له المرأة قائلة: بارك الله فيك ، وجعلك الله عوناً للفقراء والمساكين