كتبت: ريهام سمير
لازالت حوادث التحرش والإعتداء علي الفتيات تشغل حيزاً كبيراً من إهتمامات الرأي العام في مصر ، فهناك أصوات عديدة تطالب بمعاقبة الجناة علي ما إرتكبوه من إثم تحقيقاً لقول الله تعالي:
” إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض”
إلا أن بعض العلماء و عامة الناس علي الرغم من قدراتهم علي فهم الأحداث يدينون تصرفات بعض الفتيات وخروجهن عن المألوف من العادات والتقاليد ، متمثلاً في خروجهن من بيوتهن متبرجات ومظهرات مفاتنهن.
مشكلة مجتمعنا .. دائما يري الرجل ضحية شهوته وغريزته والمرأة مجرد دمية تحرك هذه الغرائز وتلبي إحتياجاته ، ولكن الصحيح أن الله خلق هذه الغريزة بالمرأة والرجل ، فلماذا تبرر خيانة وفساد الرجل بحجة ” شهوته تغلبه” ؟ ألم يخلق له الله عقل للتفكير والتميز بين الصواب والخطأ والحلال والحرام ؟
إذاً لماذا حرم الله الزنا علي الرجال والنساء ؟ ولماذا الرجل لا يستطيع التحكم في شهوته ؟ هل الجنس طعام أو أكسجين أو ماء لكي لا يستطيع التحكم؟ طبعا لا ، ولكن المشكلة لديهم في النساء المتبرجات يدفعنهم للتحرش تحت مفهوم ” لباسها مثير للرجل والرجل ينظر إلي نفسه من خلال شهوته وليس عقله”
هل هناك أية قرأنية تحلل أو تبرر الإغتصاب أو التحرش بالمرأة بسبب ملابسها؟
غض البصر فرض حتي لو تبرجت كل النساء ، والتحشم والعفة فرض حتي لو بين أطهر الرجال.
ففي حالة الإدانة أدن من غير لكن ، أدن التحرش دون (لكن) اللوم للمتحرش بها من أي جهة.
لأن هذا يعطي الحق لأي رجل غير سوي أن يتعرض لأي إمرأة بحجة التبرج ، دون أن يبالي نظرة المجتمع له. وعدم الجدية بمعاقبة هؤلاء يعطي مساحة للظاهرة أن تنتشر ، لنسمع بأن الموضوع لم يعد يقتصر علي المرأة فقط بل تعدي إلي الأطفال أيضاً .
فهناك قصة المرأة المسلمة التي دخلت سوق بني قينقاع وجلست عند أحد الصاغة ، وجاء أحد اليهود وربط ثوبها برأسها دون أن تشعر ، فلما قامت وإنكشفت صرخت ، فقام أحد المسلمين بقتل اليهودي ،فقام اليهود عليه وقتلوه .
وحين سمع الرسول أمر الصحابة وجهز الجيش وحاصر اليهود ، جيش كامل لكشف عورة المرأة والرسول لم يسأل المرأة لماذا دخلتي سوق اليهود؟ أو لماذا لم ترتدي ثياباً داخلية تحت جلبابك؟ ولا برر فعلة اليهودي .
ولهذا نقول مثل ما المرأة مأمورة بستر نفسها ، الرجل مأمور بغض بصره ولكن لا تسمح أن تعطي مبررات لنفسك وتحلل ما حرمه الله بحجة أن المرأة تكشف عن جسدها فهذا لا يعطيك الحق أن تعتدي عليها، فلو طبق المتحرش قاعدة عامل الناس كما تحب أن تعامل ، وكما تدين تدان ..ما فعل هذا السلوك الغير آدمي .
أننا نحتاج إلي إستفاقة مجتمعية وحكومية حقيقية لمواجهة هذه الظاهرة، لأنها أصبحت من الظواهر الإجتماعية المتكررة والمنتشرة ، ويزداد الحديث عنها بين الحين والأخر في الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي،
وكان أخرها الحادثة التي عرفت بإسم فتاة المنصورة ، والتي تعرضت فيها فتاة وصديقتها للتحرش الجنسي من قبل عشرات الشباب أثناء إحتفالات رأس السنة ، ولم تكن تلك القضية الأخيرة من نوعها التي تتعرض فيها فتاة للتحرش ، ولكن ظهر حادثة أكثر بشاعة وهو تعرض ١٠٠ فتاة للتحرش من شاب في الجامعة.
ولذلك أُهيب بكل فتاة أن تكون لديها الغيرة علي عفتها وحيائها ودينها ، وأن تربأ بنفسها من أن تكون سلاحاً من أسلحة الشيطان لغواية عباده ، وأدعو كل شاب أن ينظر لكل إمرأة ويري فيها أمه وأخته وزوجته وأبنته ، ويُحكم عقله قبل أن يمشي وراء أهوائه وشهوته ، فالنفس دائما أمارة بالسوء .
وأختتم حديثي بقول علي بن أبي طالب ” دوائك فيك وما تبصر ، ودائك منك وما تشعر”.