العرب بين الحضارة والحكاية
بقلم : فرات البسام
العرب بين الحضارة والحكاية
التاريخ العربي الكلاسيكي غني بالمتون والاساطير وقصص غريبة نوعا ما
لما تحمله من نوادر ولكنها لاتخلوا من الحقائق
وأيضا لاتبتعد كثيرا عن الخرافة في بعضها منذ سنبلة وعشتار وكليلة ودمنة وجميل وبثينة وحكايات سندباد وسندرلا وسيرة عنترة والسيرة الهلالية .
وحبيبنا قيس ابن الملوح وغيرها الكثير…
ولكن صنع العرب حضارة أصبحت هي الاقدم وترسخت في جذور صعب قلعها
وانا أرى ان ماذهب اليه(هنتنغتون) عندما فرق بين الحضارات كمجموع وبين الحضارة
وعرفها بأنها نقيض لفكرة الهمجية وهذا صحيح
حيث ان معظم الحضارات نظمت قوانين اجتماعية قبل ضهور التحضر
وأيضا تلك الحضارات أسست لثقافات إنسانية وهنا لايمكن ان ننكر ..
بوجود مدن هي ايقونات حضارية فكرية وعلمية وثقافية مثل الحضارة في بغداد ومصر وسبأ ودمشق ودلمون
والحضارة الإسلامية ومن تلك المدن بدأت شرارة الثقافة والفكر والعلم
ومنها أيضا يتزعزع العالم او بها يستقر حلم التاريخ .
ولن تخلو الحضارة في تلك المدن من صراعات
ولكن ثبتتها الرجوع الى مسلة حمورابي وقانين اجتماعية وفلكلور صار من الثابت حينها
ولاننسى ان هناك شواهد كثيرة لعمق الحضارة العربية
حيث في اوج الصراع بين الامبراطوريتين الإسبانية والبيزنطية وقفت عواصف الفقه والثقافة العربية بيرقا ورمحا
يوم انتصف فيها العرب على العجم وأثبتت ان الثقافة العربية تنتصر على كل الثقافات والحضارات
ولكن أيضا كانت في تاريخنا الحديث صراعات على تغير مجرى التاريخ وتشويه في اصل الحضارات وتميزها ولو رجعنا لكتاب
(( نهاية التاريخ والإنسان الأخير))
الذي الفه الكاتب الياباني الأصل وأمريكي الجنسية
(فرانسيس فوكوياما) يعتبر اكثر الكتب تاثيرا على فئة كبيرة من بعض المجتمعات الغربية والعربية والشرق اوربية خاصة
التي حاول فيها فوكوياما أغتصاب الحقائق
وتغير في مجريات التاريخ ولم يستثني أي امة وحاول أن يقصي فريدرك انغلز وهيغل وكارل ماركس
الذي اتبعه كثير من المثقفين في اوربا ومجموعة من النخب العربية وبقى الجدل الثقافي والفكري بين تلك الحضارات الى يومنا هذا
لاثبات مفاهيم تلك المجتمعات والفوز بجوائز التاريخ والثقافة ..
وسيبقى تاريخنا يشرع ذراعيه للريح و يهرول كي يهيء لإصلاحِ شقوق سقف الكون،