همسة كل يوم _ العدل أساس الحكم
كتب مجدي عبدالله
العدل هو أحد أسماء الله الحسنى وهو الميزان الذي، يحقق للمجتمع التوازن والحياة بشكل مريح و سعيد فهل يتحقق العدل علي الأرض؟ وماهو العدل؟
العدل هو تلك العملية التي يراد من ورائها إرجاع حقاً مسلوباً، بالكلية أو جزئاً منه ، الي مستحقيه بعد إعتداء تم علي هذا الحق ، أو بالأحرى هو عملية التقاضي بين خصمين ، احدهما معتدي والأخر معتدي عليه ( صاحب الحق )، والقاضي يفصل بإرجاع الحق للمعتدي عليه ، تلك هي عملية العدالة ، والتي تختلف عن عملية الإحقاق ، فللأخيرة الأساس التربوي والقيمي والإجتماعي الذي إذا ما بنيناه بأيد مخلصة مؤمنة، فلن نحتاج يوماً لعملية العدالة ، وهي إرجاع الحق بعد ظلم الهدف من طرح التفرقة بين العدالة والاحقاق، هو تقويم الأنضباط الذاتي للمجتمع فيعمل شركائه بعمل أهل الحق ، فلا ترد تلك الخاطرة المبنية علي الوسوسة الشيطانية التي تقود للإعتداء علي الحق ومن ثم الرجوع للعدل ، خاصة إذا كان للمعتدي بعضاً من مقومات الشر في المجتمع ، كالوساطة ، النفوذ ، المال الذي يستطيع به الإفلات من عملية الردع بعد العدالة ، أو المشهورة مدنياً باسم التعويض ، إن المدينة الفاضلة المنشودة المرجوة في نفوس العالمين ، لن تبني علي العدل , إنما أوتاد بنيانها وملاط لبناتها مبنيةً علي الحق المطلق وترسيخ قيم الأنضباط الذاتي والمراقبة الذاتية للفعل المجتمعي ، خاصة أن كل مجتمع له لصوصه المهرة في الإفلات من العقاب بعد العدل، بل يتعدى الأمر ذلك ونقول بمليء الفم ، أن كل مجتمع له لصوصه الذين يستطيعون الإعتداء علي الحق بلا رادع ، أو بردع مقدور عليه ، لا يترك بنفس المعتدي الايلام المنشود ، وصدق القائل { من أمن العقاب أساء الادب } , ودورنا في بناء الأمم في ترسيخ وتثبيت الأنضباط الذاتي للفرد والمجتمع.