الصومال نحو مستقبل جديد
لواء دكتور/ سمير فرج
مقالي الأسبوعي في جريدة اخبار اليوم السبت. 24 اغسطس 2024
الصومال …
أحد أهم الدول الإفريقية بما تمتلكه من أطول حدود بحرية في قارة أفريقيا
وما لها من تاريخ
كأهم مراكز التجارة في العالم
عرفها المصريون منذ عهد الفراعنة باسم بلاد بونت خاصة في عهد الملكة حتشبسوت
ونُقشت الرحلات التجارية معها على جدران المعابد الفرعونية.
كانت أولى زياراتي للصومال في أواخر سبعينيات القرن الماضي
ضمن وفد عسكري مصري لبحث سبل التعاون العسكري بين البلدين.
كانت الصومال قد خرجت قبلها بأعوام من تحت الاستعمار الإيطالي
الذي استنزف خيراتها وثرواتها، كباقي دول القارة الإفريقية
التي وقعت فريسة للاستعمار الأجنبي، وتركها فقيرة بلا أي بنية أساسية
فلم يكن بها إلا مصنعاً للحوم
في مدينة كيسمايو يعمل في جمع الثروة الحيوانية
التي تشتهر بها الصومال لتصنيعها وتصديرها.
كانت ظروف الحياة صعبة في دولة مستنزفة الموارد
مما جعلها أرضاً خصبة لقيام
“حركة شباب المجاهدين” أحد التنظيمات القتالية المتطرفة التابعة فكرياً لتنظيم القاعدة
وقد أدرجتها الولايات المتحدة الأمريكية على قائمة المنظمات الإرهابية في العالم لما تشكله من تهديد للأمن القومي العالمي
حتى أنها رصدت مبالغ مالية ضخمة لمن يدلي بمعلومات عن قادتها
وأبرزهم القائد أبو الزبير.
ومؤخراً
قامت بعض العناصر باستغلال ضعف الحكم للانفصال عن الصومال فيما أطلقوا عليه اسم
“صومالي لاند”
ورغم عدم الاعتراف الدولي بصومالي لاند، إلا أن تلك الحركة الانفصالية
الصومال نحو مستقبل جديد القاهرة استقبله خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي
لبحث أوجه التعاون بين الدولتين وتوقيع اتفاقية تعاون عسكري
في وقت تشهد فيه المنطقة الكثير من التحديات الإقليمية والدولية
غير المسبوقة خاصة بمنطقة القرن الإفريقي التي تتطلب تنسيق التعاون بين مصر والصومال
لتحقيق استقرار المنطقة بالتركيز على منطقة باب المندب
الواقعة تحت سيطرة الحوثيون
والتي تعد المدخل الجنوبي الرئيسي لقناة السويس.
وقد أسفرت الزيارة عن توقيع اتفاقية تعاون عسكري مع مصر
تقوم مصر بمقتضاها بمساعدة دولة الصومال في إنشاء جيش نظامي قوي من خلال دورات التدريب
وإعداد الكوادر والإمداد بالمعلومات بما يمكنه من التصدي للمنظمات والجماعات الإرهابية
والحفاظ على وحدة وسلامة أراضيه.