الصوت العالي حجة الضعيف
بقلم : حامد راضي
عندما تتحدث أو تناقش شخص في حديث ما أو تنتقده في فعل ما ووجدت الشخص الذي أمامك لا يستطيع مواجهتك أو الرد عليك لانه لا يملك حجة قوية للرد لضعف موقفه فمنهم من ينهي الحوار بأدب ومنه من يرتفع صوته ويعلو حتي يحدث توترا ملحوظا يجعل من أمامه يرتبك في الرد ليظن أنه فاز بالحوار وأنه الاصدق وعلي صواب وان من أمامه مخطيء
فيقول بعض علماء النفس أن صاحب الصوت العالي شخص غير طبيعي وعصبي المزاج يرتفع صوته وتزداد عصبيته عندما لا بجد ملذ أو فرار مع من يخاطبه أو يناقشه فيبدأ بالتوتر ولا يستطيع الرد ويكون سلاحه هو الصريخ ورفع الصوت حتي يسكت من أمامه ويجعله ينهي الحوار
فهناك أشخاصا لا تحب الصوت المرتفع وتكتفي بأن تنهي الحوار وهناك أشخاصا مندفعة وعصبية المزاج أيضا صوتها يعلو علي من علا صوته عليهم ومن الطبيعي أن ينتهي الحوار بالمشاجرة أو الخناق
فمن وجهة نظري أن من يعلو صوته في الحديث ليسيطر علي الحديث ويربك من أمامه في الرد يكون جوفه فارغا لا حجة لديه كي يدافع عن نفسه فيلجأ الي تعلية صوته ليرضي ذاته بأنه فاز في الحوار
وأشار بعض العلماء بأن الشخص العصبي المزاج الذي لا يتناقش بعقلانيه ويريد دائما أن يتكلم وهو من وجهة نظره أنه دائم الصواب لا يخطيء بأنه مريض نفسي ويحتاج الي التدريب علي الهدوء ومع الوقت من السهل أن يتعود علي الهدوء
وترجع اسباب الصوت المرتفع أما لأسباب نشأته أو توتره لمروره بظروف عصيبه جعلته متقلب المزاج
ودائما أصحاب الصوت العالي ما يقعون في مشاكل اجتماعية كبيرة لاندفاعهم وعدم إدراكهم حجم الخسائر التي من الممكن أن يحصلوا عليها اذاء ارتفاع أصواتهم فعلي سبيل المثال لا الحصر الزوج عصبي المزاج صاحب الصوت المرتفع غالبا ما يعاني من مشاكل مع أسرته وايضا مع أصدقائه وغالبا ما يفقد أحد منهم حتي وان كان عزيزا عليه
وعلي النقيض فإن التركيز والاستماع والهدوء يجعلك تتخذ الاجراء الصحيح الصائب حتي وان كنت مخطيء فسوف تستجيب لمن يحاورك لانه يقنعك بكل هدوء وبحجة قوية
حتي في الحروب القديمة عندما يشعر جيشا ما بأنه فقد صوابه وبدأ يخسر المعركة بتشتت تفكيره وبكون عصبي المزاج فيطلب هدنه يتوقفون فيها عن القتال لكي يهدأ ويعيد حساباته في مناخ من الهدوء التي توصله الي التفكير السليم