الصداقة بين المرأة والرجل
بقلم: أسامة حراكي
قال “أوسكار وايلد”: (بين الرجال والنساء ليست هناك صداقة ممكنة، هناك العاطفة والعداوة والحب) ووصف العلاقة بينهم مثل صداقة الفأر مع القط.
على الرغم من الإنفتاح الكبير الحاصل في حياتنا الآن، والذي فرضته التطورات التكنولوجية وبيئات الدراسة والعمل المختلطة، لا يزال هناك معارضين لصداقة المرأة والرجل، من أصحاب التحفظات الذين يضعونها في محل رفض وريبة وشك، فالصداقة بين المرأة والرجل لم يوافق عليها المجتمع الشرقي بالرضا، وحتى من يظهرون قبول ذلك بالقول، ففي الفعل نراهم يتمترسون خلف العادات والتقاليد التي ترفض الاعتراف الصريح بوجود الصداقة بين المرأة والرجل.
فبعض الناس رأيهم أن النساء والرجال لا يمكن أن يصبحوا أصدقاء نظراً لأن الرجل يبحث دائماً في المرأة عن غرائزه، والمرأة تبحث في الرجل عن عريس، ولذلك لن تنجح الصداقة بينهم في اعتقادهم، وإن حاولنا إقناعهم يقولون أن هذه العلاقة لن تكون فوق مستوى الشبهات، ويحاولون إقناعنا أن المرأة والرجل بحسب علم الفيزياء، عنصران يجذب كلاهما الآخر وليس في استطاعة أحد منهما أن يعيش بعيداً عن مصلحة قد تشوه شفافية المشهد.
إن المجتمع الشرقي لم يتقبل مثل هذه الصداقات، لأنه مجتمع ذكوري وضع قيود كثيرة على المرأة خصوصاً بعد الزواج، وهذه النظرة الضيقة سببت بعض الخلل الفكري والعاطفي، ولم تخلق أسلوب حماية ذاتياً، فمجتمعنا يتحفظ في نظرته على أشكال علاقة المرأة بالرجل، في حين المجتمعات الأخرى وجدت أن العلاقة بين المرأة والرجل هو علم لا غنى عنه، يجب إتقانه والاستفادة منه لحياة أفضل وتعامل أسهل.
لقد أصبح الاختلاط بين الجنسين واقعاً مفروضاً، وبات المرأة والرجل يتعاطون الإهتمامات نفسها، وتجاوز الكثير منهم تعقيدات العلاقات التي كانت محصورة في الجانب الغريزي، لتتطور إلى علاقة روحية تزينها المعاني السامية مثل الزمالة والأخوة.
تبقى الصداقة بين المرأة والرجل وما تتسم به من شفافية وألفة، ذلك البلسم الجميل في المجتمع، وفي كل المجتمعات المتحضرة التي تعمل على توسيع آفاق هذا النسق الحضاري في العلاقات، لإشاعة فضاء مجتمع يتسم بالتعاون والمشاركة.