كتب : وليد عمر
(الحي ابقي من الميت )مثل مصري وعربي قديم نردده كثيرا وقت الهزيمة والنصر والحاجة والعوز والشدة والفرح وبالرغم من قسوة المعني الذي تحمله مفردات هذا المثل إلا أنه حقيقة راسخة في وجدان كل حي محتاج وكل قوي مأمل بالخلود والبقاء لأنه تعقبه مقولة شهيرة يرددها العامة والخاصة ( احيني النهاردة وموتني بكره ).
ولكن اي حياة ينشدها الأحياء بوجه عام واي حياة يرجوها الاموات الأحياء .سؤال شائك إجابته محيرة لأن بكل اسف الموت قد قال كلمته وصراع الاحياء سخيف ولا نهاية له ولكنه التشبس بالبقاء وحلاوة الروح التي تصنع كل هذه الهالة وتجعل الصراع يحدتم ويشتعل . وبعيدا عن عالم الأمثال ودنيا الاحياء والأموات فإن مظاهر الحياة التي نعيشها تؤكد بالفعل أن الحي ابقي من الميت فالرحمة والتراحم بيننا وذكر محاسن موتنا ورد الجميل لهم ولو بالذكري الطيبة والدعوة الصالحة قد اصبح موضة قديمة وكلام مستهلك .
إننا قد وصلنا إلي مرحلة الخطر وذرة الشر لأننا بسلوك عدواني واهمال غير مبرر وسياسات خاطئة قد جعلنا الكثير اموات وهم لا يزالوا علي قيد الحياة يتسولوا الامل .اعباء وراء اعباء تزداد كل يوم حتي فقد الإنسان إتزانه وكفر بنعمة الوجود وجدوي العيش علي هذه الارض الطيبة . إن معادلة الحياة الكريمة التي تراهن عليها الحكومة للمواطن البسيط قد جعلت الاحياء والاموات في مرتبة واحدة بل جعلت الميت اكثر حظا من اخيه الحي لأنها اسقطت عنه كم لا بأس به من الذل والقهر والهموم التي لا تنتهي
كلنا أمل ان يستقيظ ضمير الإنسانية لدي كل مسئول وأن يحاول جاهدا أن يجعل كرامة الاحياء والأموات سواء لأننا جمعيا و بلا أدني شك في ذمة الله وتعداد الموتي