الحياة المصرية من القرن 3 الي القرن 7 الهجري
(2) السياحة الصوفية
(7) الاقامة وتوطن المشايخ
دكتور/ كمال الدين النعناعي
أقامة المشايخ في أبنية مخصصة لهم داخل المدن، وفي أماكن الخلاء المقفرة كان يجري وفق غاية تهدف الي
أتصال العمران داخل.البلاد وبين بلدان العالم الاسلامي
وهو ما يفسر سلوكهم في الانتشار علي طرق السفر والحج والتجارة..
وهم يمثلون في سياحتهم ظاهرة قومية فيما نري…
ففي المصادر التاريخية ترجمات لحياة المشايخ الكبار معنونة بالطبقات الكبري والصغرى
ولعل ترجمة حياة الشيخ الشاذلي. من حياته حتي مماته
تكشف عن غاية نبيلة تبغي أتصال العمران وتأمين الحجيج…
ففي رحلة حجه التي توفي فيها سنة 656 هجرية خرج للسفر قاصدا طريق الحج بعد ان شاخ
وفقد بصره وأعتل..
فأتخذ طريقا مقفرا قائلا لخادم له..
( أصطحب فأسا وقفة وحانوطا وما يجهز له الميت
فقال الخادم.:
ولماذا ياسيدي؟
فقال الشيخ:
في حميثرا سوف تري)
وفي رحلته هذه مرض مرضا شديدا..
وتوفي.. فدفن في هذه البقعة
وفيما نري من أحداث هذه الرحلة أن الشيخ الشاذلي عندما خرج للسفر مع نخبة من تلاميذه وأصحابه وفي مقدمتهم ابي العباس المرسي
كان علي نية التوقف في هذه البقعة حيا أو ميتا، ذهابا أو أيابا ليكون سببا في عمرانها
وعزم بعد مافهم من محدثيه
متاعب السفر وخطورة الطريق
وضرورة تأمينه للحجاج من أغارات جماعة البجة..
ولكن المنية عاجلته قبل ان بكمل رحلة الحج فمات في ذهابه دون عودته..
ودفن في المنطقة التي حددها
بنفسه لنفسه لذلك الغرض النبيل..
أما جماعة البجة الذين يغيرون علي طريق الحجيج
بلادهم علي مشارف الحبشة
وهم أهل بادية..
ويتبعون الكلآ..
وأنسابهم من جهة النساء…
ولكل منهم رئيس..
وليس عليهم متملك .
وهم يركبون النجب والجمال
ويربون الماشية والغنم..
وغذائهم اللحم واللبن.
صحاح البدن..
كما يذكرهم المقريزي المؤرخ