الحياة المصرية من القرن 3 الي القرن 7 الهجري
(2)السياحة الصوفية وتوطن المشايخ.
(3) الاقامة والتوطن
دكتور/ كمال الدين النعناعي
تعدد أغراض الأبنية الصوفية من الزوايا والربط والأضرحة والاستراحات التي شغلوها..
لعل من أبرزها خلق مجتمعات
عمرانية جديدة..
اذ كانوا يتخيرون من المواقع تلك التي تتوفر فيها أسباب الحياة واستمرارها..
اذ كانوا يتخيرون مغارات للتبتل والعزلة، غالبا تقع في أودية كثيرة الأشجار والنباتات والثمار النابتة تلقائيا من زراعات نبتت في بيئة مطيرة
كانت زاوية الأمام الشافعي شرق جامع عمر بن العاص وكان قد صحب الصوفية عشر سنوات
ذلك أول بناء لهذه الطائفة
ذكره الشعراني مؤرخ الصوفية
في كتابه الطبقات الكبري..
أيضا كان البناء لأغراض التحصين..
فالبناء الذي أقامه الشيخ الصوفي أبو بكر الزقاق الكبير كان مخصصا لغير أغراض السكن..
فقد خصص للأختباء والحماية من مطاردة الشرطة
كان يعرف هذا المكان لدي جيرانه بغرض النجدة كمكان
للإغاثة حال الاضطرار
ففي الفترة التي سبقت دخول الفاطميين مصر جاء الشيخ الزقاق وتبعه مريديه…
فالبناء الذي أقامه كان يخفي
نفقا يستخدم كممر سري.
ويفهم من الروايات ان شخصا جاءه وأستجار به من
الشرطة لشئ يحمله؟
هكذا يقول النص؟
قد تكون بريدا سريا وقد يكون عدة سلاح؟
فلما دخلت الشرطة في أعقابه لم يجدوه..
ونقلا عن الروايات قيل لما دخل هذا الشخص المطارد
أنفرج الحائط وخرج منه الي الناحية الاخري..
( ذكره السخاوي المؤرخ في كتابه تحفة الأحباب وبغية الطلاب في الخطط والمزارات)
وهناك اغراض ٱخري فالبناء كان أما دارا للحياة وأما
دارا للموت..
وكان الشيخ الصوفي أبو عبد الله المغربي ممن جاءوا مصرا
وتوطنوا فيها وأقاموا حتي الممات توفي سنة 292 هجرية
فكان قبره مع قبر أستاذه حبا له اذ كان من أغراض السياحة
الصوفية الزيارة للاستماع الي علوم الشيخ اللادنية والعلم ببواطن المعاني وراء ظاهر النص وبغيةجوار المعلم ونيل شرف الدفن في قبر مع قبره
فٱصبحا مزارين يقصدهما الاتباع والمريدين للتبرك..
وفي العصر الفاطمي (356 هجرية الي 567 هجرية)
صار أيضا من أغراض البناء الصوفي ٱن يخصص كملتقي
عائلي لذوي القرابة كزاوية
العدوية بالقرافة الصغري بالقاهرة.
ويعلق المؤرخ المقريزي بقوله
( وقد ظهر بأن الشيخ عدي هذا
لم يكن حضر مصرا ولا بالقرافة
وأنما هي زاوية لأولاد أخيه صخر وأشتهرت الزاوية بكنية العائلة….