محمود سعيد
إِنَّ الْمَكَارِمَ أَخْلاقٌ مُطَهَّرةٌ *** فَالدّينُ أَوَلُّها وَالعَقْلُ ثَانِيهَا. وَالْعِلْمُ ثَالِثُها وَالحِلْمُ رَابِعُها *** وَالْجُودُ خَامِسُها وَالْفَضْلُ سَادِيهَا. وَالْبِرُّ سَابِعُها وَالصَّبْرُ ثَامِنُها *** وَالشُكرُ تاسِعُها وَاللَينُ بَاقِيهَا. وَالنَفسُ تَعلَم أَنّي لا أُصادِقُها *** : ما أحوجنا اليوم دون غيره إلى أخلاق الإسلام فنمارسها سلوكًا في الحياة في زمن طغت فيه المادة وضعفت فيه القيم وفُهمت على غير مقصدها وغاياتها وتنافس الكثير من أبناء هذه الأمة على الدنيا ودب الصراع بينهم من أجل نعمة زائلة أو لذة عابرة أو هوى متبع. ما أحوجنا إلى أخلاق الإسلام ونحن نرى التقاطع والتدابر والتحاسد على أبسط الأمور وأتفه الأسباب، ما أحوجنا إلى أخلاق الإسلام ونحن نرى جرأت كثير من الناس على الدماء والأموال والأعراض دون وجه حق أو مصوغ من شرع أو قانون وأصبحت صحف الأخبار والقنوات التلفزيونية والفضائية العالمية لا يتصدر أخبارها في كل يوم إلا أخبار دمائنا المسفوكة وأعداد قتلانا وضحايانا وكوارثنا ومشاكلنا وفي كل أقطارنا ودولنا في عالمنا الإسلامي والعربي الفسيح. ما أحوجنا إلى أخلاق الإسلام وتوجيهاته، ونحن نرى قطيعة الرحم وضعف البر والصلة وانعدام النصيحة وانتزاع الرحمة والحب والتآلف بين كثير من الأبناء والآباء والجيران والأخوة وبين أفراد المجتمع الواحد. ما أحوجنا إلى أخلاق الإسلام وتوجيهاته؛ لتستقيم أمورنا وتصلح أحوالنا وتضبط تصرفاتنا ويحسن إسلامنا ويكتمل إيماننا فلا ينفع إيمان أو يقبلُ عمل أو ترفع عبادة بدون أخلاق تحكم السلوك وتوجه التصرفات، وقد مدح الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم الذي اختاره واصطفاه بقوله سبحانه : {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم:4]، ولا يمدح الله نبيه صلى الله عليه وسلم بشيء إلا وله مكانة عظيمة عنده تعالى و وصف الله عز وجل عباده بقوله: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَمًا . وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا . وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا . إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا . وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا . وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا} [الفرقان:63-68]. ولما سُئل الرسول صلى الله عليه وسلم: أي المؤمنين أفضل إيماناً؟ قال صلى الله عليه وسلم: «أحسنهم أخلاقاً»(الترمذي 1162، أبو داود 4682). وقد سمى الله الإيمان براً، فقال تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ} [البقرة:177]. والبر اسم جامع لأنواع الخير من الأخلاق والأقوال والأفعال، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «البر حسن الخلق» (مسلم: 2553). ويظهر الأمر بجلاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم: «الإيمان بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان» (مسلم 35). أيها المؤمنون عباد الله: إن أزمتنا اليوم أزمة أخلاق، وممارستها على أرض الواقع وتعبد الله بها، فالكثير يصلون ويصومون ويقرؤون القرآن ويدّعون الإسلام ويملئون المساجد ثم يخرجون للتقاتل والتنازع والتحاسد فيما بينهم. يقوم الكثير بالشعائر دون خشوع وتدبر ودون استشعار لعظمة الله فتسوء أخلاقهم وسلوكياتهم في البيت والسوق وفي الوظيفة ومع الجيران، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق، وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة» (الترمذي 2003). وقد أخبرنا رسول صلى الله عليه وسلم: ” عن امرأة دخلت النار بسبب حبسها لهرة فماتت من الجوع”، كما يخبرنا في المقابل عن رجل غفر لله له ذنوبه بسبب سقيه لكلب اشتد عليه العطش، قال صلى الله عليه وسلم: «دخلت امرأةٌ النارَ في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض» (البخاري 3140، مسلم 2619). وقال عليه الصلاة والسلام: «بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش، فوجد بئراً فنزل فيها فشرب، ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني، فنزل البئر فملأ خفه ماء ثم أمسكه بفيه حتى رقي فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له، قالوا: يا رسول الله وإن لنا في هذه البهائم لأجراً؟ فقال: في كل كبد رطبة أجر» (البخاري 5663، مسلم 2244). كل ذلك ليبين ما للأخلاق من أهمية في حياة المسلم وآخرته ومن مكانًة عاليًة، بلغت بصاحبها أن كان الأقربَ والأحبّ لصاحب الخلُق العظيم نبيّنا محمّد، يقول عليه الصلاة والسلام: «إنَّ من أحبِّكم إليَّ وأقربِكم منِّي مجلِسًا يومَ القيامةِ أحاسِنُكم أخلاقًا» (رواه البخاري). وإن المؤمنين ليتفاضلون في الإيمان، وأفضلهم فيه أحسنهم أخلاقًا جاء في الحديث «ألا أنبِّئُكم بخيارِكم ؟ أحاسِنُكم أخلاقًا» (صححه الألباني في الصحيحة 876 -2/562) فلا يغتر أحدنا بصلاته أو صيامه أو قراءته للقرآن أو حتى صدقته وحجه لبيت الله الحرام، وهو في الجانب الآخر سيء الخلق سيء الأقوال والأفعال بذيء اللسان خبيث النفس فلن تنفعه أعماله حتى يأخذ تعاليم الإسلام وتوجيهاته كاملة ويمارسها بصدق وإخلاص ليكتب له التوفيق والسداد والقبول عند الله. عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «دخلتُ الجنةَ، فسمعتُ فيها قراءةً، فقلتُ: مَن هذا؟ قالُوا: حارِثةُ بنُالنُّعمانِ، كَذَلِكُمُ البِرُّ، كَذَلِكُمُ البِرُّ!» (صحيح. صحيح الجامع الصغير وزيادته للألباني، 3371.) وكان حارثة بن النعمان من بني مالك بن النجار، وهو ممن شهدوا غزوة بدر، وكان أبرّ الناس بأمه، وكأن الرسول صلى الله عليه وسلم نبه أصحابه على سبب نيل تلك الدرجة بقوله: «كذلكم البر»، أي حارثة نال تلك الدرجة بسبب البر… (فيض القدير بشرح الجامع الصغير: 3/637-638.). عباد الله: لقد كانت الأخلاق في حياة المسلمين سبب رئيسي لعزتهم وقوتهم ومنعتهم وسعادتهم، فعاشوا فيما بينهم حياة يسودها الحب والتعاون والاحترام المتبادل فأسسوا حضارة بهرت العالم ذلك أن أي حضارة لا تقوم إلا على دعامتين: علمية وأخلاقية. علمية تنتج التطور والازدهار والرقي السياسي والاقتصادي والعلمي والاجتماعي. وأخلاقية ينتج عنها الأمانة والإخلاص والإتقان والشعور بالمسئولية وتقديم النفع وحب الخير فإذا ما ذهبت هاتين الدعامتين أو أحدهما انهارت الحضارات وتفككت المجتمعات وحلّ البلاء بأهلها. إنما الأمم الأخلاق ما بقيت *** فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا يقول ابن خلدون: “إذا تأذن الله بانقراض الملك من أمة حملهم على ارتكاب المذمومات وانتحال الرذائل وسلوك طريقها، وهذا ما حدث في الأندلس وأدى فيما أدى إلى ضياعه…” وأدرك هذه الحقيقة أيضًا أحد كتاب النصارى واسمه “كوندي” حيث قال: “العرب هووا عندما نسوا فضائلهم التي جاؤوا بها، وأصبحوا على قلب متقلب يميل إلى الخفة والمرح والاسترسال بالشهوات”، وصدق الله العظيم القائل: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً} [الإسراء:16]. في معركة اليرموك أرسل أحد قادة جيش الروم واسمه “القُبُقلار”، رجلاً من قضاعة يقال له ابن هزارف، فقال له: ادخل في هؤلاء القوم -يعني المسلمين- فأقم فيهم يوماً وليلة ثم ائتني بخبرهم، فدخل ابن هزارف في جيش المسلمين، فأقام فيهم يوماً وليلة، ثم رجع إلى قائد الروم، فقال له القائد: ما وراءك؟ قال: بالليل رهبان، وبالنهار فرسان، ولو سرق فيهم ابن ملكهم قطعوا يده، ولو زنى رجم لإقامة الحق فيهم. فقال القائد: لئن كنت صدقتني لبطن الأرض خير من لقاء هؤلاء على ظهرها، ولوددت أن حظي من الله أن يخلي بيني وبينهم، فلا ينصرني عليهم، ولا ينصرهم عليّ. بل أبو بكر الصديق رضي الله عنه خليفة المسلمين يستشعر أهمية الأخلاق في حياة المسلمين، ولو كانوا في حرب مع عدوهم لأهميتها وأثرها وارتباطها بالجزاء والحساب فقد أوصى أسامة بن زيد حين بعثه قائدًا لجيش إلى الشام: “لا تقتلوا طفلاً صغيراً، ولا شيخاً كبيراً، ولا امرأة، ولا تعقروا نخلاً وتحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة، ولا بقرة، ولا بعيرًا إلا لمأكلة، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له” (ابن عساكر 2/50). يا لعظمة هذه الأخلاق والقيم النبيلة!. فماذا نقول اليوم لمن ساءت أخلاقهم وفسدت أفعالهم يستحلون دماء المسلمين وأعراضهم. قتل وخطف وتعدٍ وظلم وتخويف وقطع طريق وتدمير منشأة ومصلحة عامة أين ستذهبون من أعمالكم عندما تقفون بين يدي الله ولا حجة لكم. إن الفسادُ الأخلاقي في الأرض إجرام، نهى عنه ربُّنا -جل وعلا-، وتتابعت رسُلُ الله وأنبياؤه ينهَون عن الفساد في الأرض بكل صوره، قال نبيّ الله صالح عليه السلام لقومه: {وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُواْ ءالآء اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِى الأرْضِ مُفْسِدِينَ} [الأعراف:74]، ونبيُّ الله شعيب عليه السلام يقول لقومه: {وَيا قَوْمِ أَوْفُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأرْضِ مُفْسِدِينَ} [هود:85]. لقد رتَّبَ الله عز وجل على الفسادِ عقوبةً عظيمة، قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ . وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَادَ . وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ} [البقرة:204-206]، وقال تعالى: {وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوء الدَّارِ} [الرعد:25].. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني إلهي وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، قلت قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه… الخطبة الثانية: عباد الله: لقد آن الأوان لنقوم بتربية أنفسنا وأولادنا وأهلينا تربية تقوم على العقيدة الصحيحة والعبادة السليمة والعمل الصالح والخلق القويم والثبات على هذا الدين والتضحية من أجله والدعوة إلية. لقد آن الأوان لنستفيد من الأحداث والفتن والصراعات في تأليف القلوب وتقوية الروابط وحفظ الدماء والأموال والأعراض التي استبيحت في كل بلاد المسلمين، يكفى دماء المسلمين التي تسيل اليوم والأرواح التي تزهق والأعراض التي تنتهك، لقد آن الأوان لنستفيد مما يجري في عالمنا اليوم لندرك جيد أن قوتنا وعزتنا في ديننا ووحدتنا ومتى ما تخلينا عنهما لن يكون غير الضعف والذل والمهانة، بل يحتكم الجميع إلى الدين والشرع والقانون يتساوى في ذلك الغني والفقير والحاكم والمحكوم سواءاً بسواء. والمؤمنُ لا يرضَى أنْ يعيشَ عَلَى هامِشِ الحياةِ ولا أَنْ يَحْيا بِلا قِيمٍ وإنَّما هوَ صاحبُ رِسالةٍ يُتَرجِمُها عَمَلًا وسُلُوكًا يراهُ الناسُ في أرضِ الواقِعِ صِدْقاً وعَدْلاً، وقَوْلاً وعَمَلاً، وقِيَماً، يتمثَّلُ في مَبْدَأ الأقوالِ قولَ اللهِ تعالى: {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً} [البقرة:83] ويتمثَّلُ في مبدَأ الأفعالِ قولَهُ تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت:34]. عباد الله: لنتجمَّل بمحاسِنِ الأخلاقِ ظاهِرًا وباطِنًا، فيكونُ أحدنا كَثيرَ الحيَاءِ، عَديمَ الأذَى، كثيرَ الصلاحِ، صَدوقَ اللسانِ، قَليلَ الكلامِ، كثيرَ العملِ، قليلَ الفُضولِ، بَرّاً وَصُولاً، وقُوراً، صَبُوراً، وشَكُوراً، وحَلِيماً، ورَفيقاً عَفيفاً، لا لعَّاناً ولا سبَّاباً، ولا نَمَّاماً ولا مُغْتاباً، ولا حَقُوداً، ولا حَسُوداً، يحبُّ في اللهِ ويُبْغِضُ في اللهِ، ويرضَى في اللهِ، ويغضَبُ في اللهِ، يسلم المسلمون من لسانه ويده، يحفظ دمائهم وأعراضهم وأموالهم ويكون معول بناء في مجتمعه لا معول هدم، عند ذلك نستقيم الحياة وينتشر الخير ويعم الرخاء وتتآلف القلوب وما ذلك على الله بعزيز. ثم اعلموا أن الله تبارك وتعالى قال قولاً كريماً تنبيهاً لكم وتعليماً وتشريفاً لقدر نبيه وتعظيماً: {إن اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:56]. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه وخلفائه الراشدين، الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون
الآ