استثمروا في ذوي الهمم
نقله لكم ناصف ناصف
شعر الدكتور عبد الوهاب برانية
منذ يومين وعلى رصيف مدرسة السيدة زينب الابتدائية بدمنهور وتحت شجرة وارفة الظلال رقد شاب من ذوي الهمم في عقده الثالث تقريبا، وراح في شبه غيبوبة، كان ينتعل حذاء سقط قعره، ويرتعد من البرد، رأته مديرة المدرسة أ. منى رضوان فخرجت إليه مسرعة بصحبة نفر من معلمي المدرسة ومعلماتها: أ. أحمد إسماعيل وأ.أيمن الحنطور وأ.سناء عبده وأ.ألفت صبري، وساءلوا الشاب عما به فتبين أنه شديد الجوع وأصابه هبوط شديد بسببه، فقاموا على رعايته وإطعامه، وعرفوا أن اسمه (عمر) فحسب، فقاموا بإبلاغ المهندس أمير فكري مدير غرفة العمليات بالمحافظة الذي حضر واستدعى سيارة الإسعاف وتم نقله إلى المستشفى وعمل اللازم له، والتوصل لأهله المقيمين في صعيد مصر وإبلاغهم بالحضور لتسلمه موفور الرعاية، فشكرا للجميع وشكرا للأستاذة لمياء من المكتبة العامة بدمنهور على الاهتمام بعمر ومتابعة أخباره، وبينما سيارة الإسعاف تحمل عمر نظر إلى الجميع قائلا: شكرا شكرا فاستدر دموع الجميع وتقطعت قلوبهم من أجله.
قلبٌ نقيٌّ تراءَى اليومَ مرتعدا
على الرصيفِ طريحَ الجوع والخطــرِ
قد ألجأته تباريحُ الزمان إلــى
فيحــــــاءَ وارفـــــةٍ راقت لمنكسـرِ
ألْفَتْهُ أستاذةٌ أجمِلْ بطابعهـــا!
نادت لرفقتِها مـن صفـــوةِ البشـــرِ
فجاء كلُّ نديِّ الراحِ ماطرِهـا
يهمــي إليـــه كغيــمٍ ماجَ بالمطــــــــرِ
فذا يسانده وتـي تساعده
يُحْيُونَ حظا لمغبونٍ ومبتسرِ
مَنْ أنت يا صاحبي؟مِنْ أين ياعمرُ؟
هل أنت غصنٌ بلا جذعٍ ولا شجــرِ
أم أهملوك فجفَّ العودُ من ظمأٍ
يا ويح أفئدةٍ صماءَ كالحجرِ
كم منك في بلدي من بات ملتحفا
سُحْبَ السماء طريحَ السُّهْدِ والسهرِ
كم منك يا عمرٌ قل لي بلا وجلٍ
مَنْ ضَيَّعَّ الأهلُ في الأرياف والحضرِ
فذا نداءٌ لكل الخيرين هنا
والموسرين وأهل الرأي والنظرِ
لمثل هذا قفوا أمضوا عزائمكم
فلن يضيع سدى ما طاب من أثرِ