بقلم عبير مدين
مع فنجان قهوة تأملت الاحداث الاخيره وتقمصت دور مفكر أغمضت عيني وسافرت سنوات للماضي حيث طفولتي وبالتحديد في هذا الحي من المدينة حيث بيت جدي المكان الذي كنت أدمن البقاء به لم لا وهو يضم كل الأحباب و اصدقاء الطفولة. كان الحي يختلط فيه المسلم بالمسيحي في تناغم جميل كنا صغار نلعب سويا في الحارة تتعالى الصرخات و الضحكات ونصمت معا ساعة الآذان نلبس الملابس الجديدة في العيد حيث كانت الأسر المسيحية حريصة على شراء الملابس الجديدة لأبنائهم في العيد يذهبون معنا لصلاة العيد وينتظرون إلي أن نفرغ و بعدها ننطلق إلي المتنزهات كنا نذهب جميعا يوم الاحد لحضور القداس في الكنيسة و نأخذ القربانة من أبونا. كانت ايام جميلة كل رجال الحيعمو وكل السيدات aunt
لم تكن مجرد القاب من اللسان فمعظم أبناء الحي نتيجة الحروب و ما نتج عنها من عمليات نقل الدم تسري دماءهم مختلطة ببعضها توارثتها اجيال و تربطهم إخوة من الرضاعة نعم مسلمين و مسيحيين إخوة في الرضاعة ولعل هذا هو السر في ترابط النسيج الاجتماعي فالحمد لله رغم محاولات أصابع خفية فك ترابط هذا النسيج إلا أن النتيجة دائما تأتي بالفشل يحاول البعض اختلاق فتنة لكن من يفكر بعقله يعلم جيدا أنها حوادث فرديه لو تجاهلناها لمرت إلي مزبلة التاريخ من يدعي أن مسلم رسم رسوم مسيئة للسيد المسيح والسيدة العذراء فهو جاهل بالدين الإسلامي فالسيد المسيح روح الله و كلمته والسيدة العذراء مكرمة بسورة مريم إذا من يسيء إليهما فقد إزدرى الدين الاسلامي كيف يعقل أن يزدري إنسان دينه؟! مجرد جهلة تداولوا رسوم رسمها حاقد على طيب العلاقات بيننا
المسيحي الحق يحترم الاسلام و المسلمين و المسلم الحق يحترم الديانات الأخرى هكذا أمرنا الله تعالى في محكم آياته
حتى ما حدث في الغرب من حوادث عنف لصقت ظلما بالإسلام هي حوادث فرديه وأناس تم شراؤهم بالمال أو تم تغييب عقولهم و حشوها بمفاهيم خطأ عن الدين
على الجميع أن ينتبه إلى الفخ المراد سقوطنا فيه