سمر إبراهيم
احتضن روحي
في طرقات المدينة البائسة…
يتساقط الخوف عليّ…
تبكي الأرصفة ، وعيون الأطفال…
يتجول الباعة البائسون…
وتصمت الفتيات عند ذبول الورد…
والشباب يخافون منادي الموت أن يتخطفهم من كل مكان…
من الأندية والكافيهات…
من المرح والجامعات…
من احضان سعادتهم المتبقية…
وابتساماتهم الباهتة…
هناك احتضن روحي…
وبقايا الحلم المتبقي في جعبة الأيام…
احتضن روحي في مساءات الوحدة…
في ظلام الخوف…
وفي الإفراط تفكيرا بالموت…
وأشعر بالبكاء ، بل أبكي بلا دموع…
دموعي نزفت من ألف عام…
وشفتاي التوتية باتت ذابلة كورد الخريف…
كأجساد الشتاء…
عيناي مغرورقتان…
قلبي واجف…
وموعي المزدحمة تنتحب قبل ذرفانها…
والخدودي المحمرة كفاكهة الربيع تحمل حرب السنين الخوالي…
احتضن روحي…
احتضنها بشدة دون إدراك لماذا ؟…
بب بات جسدي بلا أطراف…
فمن يحتضن أضلاعي بدلا عني؟…
من يخفف عني؟…
حتى أنت ذهبت!!!…
نعم أنت…
يا من لا تعرفك الفصول والأيام…
وعرفتك أنا حين طالعت مرآتي…
عرفتك من خلال ملامحي الحزينة…
هالة سوداء حول عيني…
وقلبي الذي بات لا ينبض…
ارحل ، بل ارحلوا عني جميعا…