إمبراطورية العبودية
بقلم :حسام الدين أحمد/بغداد
لا تجزع من عدد السطور، هذه دعوة لنعيش حياة افضل.
تتطلع الأنفس الطيبة للعيش بهدوء وسكينة، في ظل سيادة العدالة العامة والشعور بالحرية الحقيقية والأمن والأمان، وأن يعود صاحبها إلى بيته بعد أن أتم عمله وهو يحمل قوت يومه لأولاده، وقد خلطه بتاج الكرامة والاحترام للنفس البشرية، وبالألوان الأساسية للوحة الإنسانية الصادقة، لا بالذل والتعب وسلب الحقوق، ولا بالظلم والخوف والجوع.
سابقًا كانت الشعوب تتقاتل فيما بينها لسرقة خيرات بعضها بعضًا، واحتلال أراضيها ولتوسيع نفوذها، لمحاولة صنع قوة جبارة تصب في مصلحتها الخاصة، مقابل تلك الدول المحتلة التي تسيطر على أجزاء أخرى لشعوب أصبحوا تحت رحمتها، لكن اليوم الأمور قد تغيرت فمع التطور الذي حصل في كوكبنا في كافة العلوم، أصبح من الضروري عند تلك الدول الظالمة تغيير بعض المفاهيم والأساليب والعناوين لتتناسب مع هذا التطور الحاصل في حياتنا، فقامت بتغيير أساليب سيطرتها على الشعوب، فقد ولى عندها زمن الحروب الأسلحة الفتاكة واتبعت طرقًا جديدة لتحقيق أهدافها، كما قال أحد القادة من الحلفاء بعد انتهاء أحداث الحرب العالمية الثانية فيما معناه (قد انتهى زمن القتال بالأسلحة وجاء زمن الإعلام والسياسة لتحقيق الغايات)، إلا في بعض الحالات التي لا تستطيع فيها القوى الظالمة من الوصول إلى أهدافها إلا بالتدخل العسكري بسبب قوة وصدق تلك الشعوب التي رفضت الخضوع لرغبات دول الاحتلال، والتي تسعى لتطبيق مفاهيم جديدة للعبودية تحت مسمى الحرية وبشعارات خداعة.
نعم فقد تمكنت بذلك الدول العظمى من نشر أفكارها وسلب حقوقنا عن طريق التخطيط بعيد المدى، و وضع اليد على مصادر الطاقة والتجارة، وقد يكون ذلك بشكل مباشر او غير مباشر.
وإذا بحثنا في حياة الشعوب السابقة فإننا نصفهم بقطاع الطرق، فبعضهم يسرق الأموال والآخر يفسد في الأرض، وهناك من يقتل النساء والرجال والأولاد، في عالم لا يعرف الرحمة وقد جعلوا الحياة بائسة، أو كما يصفه آخرون بحياة الغابات، أما اليوم فقد تطورت طرق الفساد في الأرض بعد أن أصبحت بعض النفوس الشيطانية أقوى وأكثر حيلة، والتي سيطرت على أشخاص آخرين من ذوي النفوس الشريرة، لتحقيق الأهداف المشتركة، لمحاربة الأرواح الطاهرة، التي إما لأنها ضعيفة، أو لاحول لها ولا قوة.
تتوشح الأحرف باللون الأسود وبالحزن عند ذكر عدد الدول العربية والإسلامية، وكذلك عدد أفراد شعوبها، ونحن نقارن ذلك بحالهم اليوم، فهم ( غثاء كغثاء السيل)، حتى استطاعت الدول الأخرى أن تتصدر القمة في الوقت الذي أصبحت فيه الشعوب الإسلامية والعربية في القاع، حتى أنهم حين ينظرون إلى القمة يتمنون أن يكون معهم، في الوقت الذي نسوا فيه أنهم أصدق وأنقى منهم قلوبًا، وأرقى خلقًا وأعز شرفًا، لكن شاءت الأقدار الإلهية أن يكون ذلك الفرق بين العرب والغرب في التطور العلمي، وذلك بسبب ما كسبته أيدينا، فرغم ما نعانيه اليوم فنحن أفضل حالًا من باقي الدول التي تعاني من الانحلال الأخلاقي والمشاكل الاجتماعية والتفكك الأُسري، قياسًا بالتطور الحاصل فيها.
نعم فمشكلتنا ليست في الأفراد وإنما في القادة والمسؤولين، وكلنا يعلم ذلك فكل شعوبنا الإسلامية والعربية هي يد واحدة وقلوبهم بيضاء صادقة، فرق وحدتهم الدول العظمى، وفرق كلمتهم الحكام الذين يسعون لتحقيق رغابات من رضوا ببقاءهم على تلك الكراسي الزائلة؛ لتبقى الشعوب أطول أعمارًا من أولئك الحكام الذين يسعون لإلباس شعوبهم رداء العبودية .
وعن مفهوم العبودية سنتحدث وفق فهم كل جهة عنها، حتى نصل إلى صورة واضحة تمكننا من رفع شعار (متى استعبدتم النّاس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا).
فالعبودية الحقيقية هي الخضوع والانقياد للمولى سبحانه وتعالى وهي النسبة بين العبد وربه، وفي اللغة فهي التذلل والخضوع، وأما العبودية الحديثة؟ فهي مصطلح شامل سنحاول معرفة بعضًا من معانيها، وقد اختصر الدكتور مونتي داتا، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ريتشموند في الولايات المتحدة، والناشط المناهض للعبودية بقوله (إن جوهر العبودية هو: استغلال الأشخاص المستضعفين بشكل عام لتحقيق مكاسب اقتصادية) .
ففلسفة العبودية في الإسلام قائمة أساسًا على تحرير الإنسان من كل استعباد ليكون عبدًا خالصًا في حياته وعبادته للخالق سبحانه وتعالى، وقد ضرب الله تعالى مثلًا في سورة الزمر بين رجلين أحدهما فيه شركاء متشاكسون وآخر سَلَمًا لرجل واحد، ليقرب فيها الصورة بشكل أوضح وأدق للعبد الذي يخرج من عبادة الله ليصبح عبدًا لآلهة شتى يتنازعه كل إله فيهم ليستأثر به لنفسه، وفي النهاية لا يستطيع أن يقوم بحق أحد منهم، بينما الآخر يقدر على استرضاء سيده دون مشقة.
وفي صورة أخرى للعبودية بينها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله (تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ)، فإن الإنسان الذي يحاول الانسلاخ من عبوديته لله عز وجل لا بد أنه سيقع في عبودية أخرى لغيره من المخلوقات، وأحيانًا يشمل ذلك بعض الجمادات، فتتنازعه شهواته الدنيوية وملذاته ليصير أسيرًا لها بشكل كامل حتى وصف بأنه عبدٌ لها.
وعند النظر في مفاهيم الحب والخوف والرجاء، والبحث عن مدلولاتها في حياتنا اليومية وعباداتنا الدينية، سنجد أن هناك خيوطا للعبودية تبرز من بين تلك الصفات الناتجة من المشاعر والأحاسيس والتي في قسم منها تكون ظاهرة على أرض الواقع، وفي قسم أخرى تكون مبطنة في القلب والجوارح، فكل حب أو خوف أو رجاء لغير الخالق تعالى وزاد عن حده، كان فيه من العبودية بقدر ذلك، فقد ينغرس حب المال في قلب العبد حتى ينسى فيه ذكر ربه، وقد يأخذه ذاك النسيان إلى التمرد، وكذلك الرجاء والخوف من العباد الأحياء منهم والأموات، فقد تأخذ تلك الأفعال صاحبها بعيدًا عن التعبد لله تعالى إلى العبودية لأولئك الأشخاص.
ولأن موضوع العبودية ومعانيها متشعبة و واسعة فسنحاول العودة إلى ما يهمنا اليوم في ظل انشغال الناس للعيش بحرية وكرامة، بينما انشغل آخرون للتمادي في توسيع وتطبيق العبودية الحديثة على الشعوب الفقيرة.
َرغم أننا في زمن التطور حتى أصبحت الأرض كما يقال قرية صغيرة، إلا أن هناك صورًا للعبودية قديمة ما زالت باقية إلى يومنا هذا، إضافة لصور جديدة تفنن بها أهل الفساد لإفساد الأرض والعباد، إذ ما زالت تجارة الرقيق الأبيض منتشرة في بعض الأماكن، وما زال هناك بيع لبعض البشر حتى أصبحوا كسلعة تُباع وتُشترى، إضافة لتلك الدول التي تنشئ المعسكرات والمختبرات لتربية آلاف الأطفال في ظروف خاصة لتوظفهم في المستقبل لتحقيق رغباتها، إضافة للتلاعب بالجسم البشري عن طريق نشر الفيروسات، ومن ثم نشر الدواء المصنع مسبقًا للوصول إلى الغاية المقصودة، وكذلك التلاعب بخلايا الدماغ البشري بشتى الوسائل، تارة بالإعلام والأفكار، وتارة بالغذاء والدواء، لتغيير سلوكهم، خدمة لمصالح المتسلطين على رقاب العباد، وصنع جيش لا يعرف إلا خدمة سيده، أليست كل تلك الأفعال هي العبودية في أسوأ صورها.
ومن أنواع العبودية المنتشرة في بلادنا
العبودية الجبرية، إجبار الشعب على تطبيق بعض القوانين الجائرة، أو السيطرة على عقولهم لتمجيد وتقديس الحكام، حتى ظنوا أنهم أرباب نعمهم، ليكون الجميع وكأنهم خدم للطغاة، بعد أن مُنعوا من التعبير عن أرائهم، وقيدت حرياتهم، ومُنعوا من القيام ببعض الأعمال المشروعة بحرية بعد سن القوانين الصارم، ليبقى الحكم قائمًا بالسوط والقوة، ومن صور العبودية أيضًا إجبار الفرد على العمل والإنتاج تحت تهديد العنف وضد إرادته، وإخضاعه تحت السيطرة الكاملة لذلك النظام، كما حدث في بعض الدول في أيام الحرب العالمية الثانية، وكذلك قد يشمل ذلك التجنيد الإجباري عند محاربة دولة لدولة أخرى ظلمًا لتحقيق مصالح النظام الحاكم، وما يشمل ذلك من القتل والاغتصاب والسرقة والفساد، تحت قانون نفذ ولا تناقش، والذي به جعلوا أفراد الجيش والشرطة والأمن عبيدًا للسلطة الحاكمة، ليصبح ذلك صورة أخرى لإستعباد الرجال في تلك الدول، إضافة لما تتعرض له المرأة من صور الظلم العبودية المختلفة بسبب سيطرة بعض الأشخاص الشاذين على الوضع في تلك المناطق، وكذلك بالأفكار الفاسدة، حتى أصبحت المرأة عندهم كأداة لتطبيق مشاريعهم، وقد يشمل العمل العقابي، والخضوع لأشكال من الإكراه، والعنف والقيود المفروضة على تحركات الأشخاص وأنشطتهم وحياتهم الشخصية، صورة من صور العبودية، أو إخضاعهم للقبول بالذل خصوصًا في الوقت الذي يكون فيها هؤلاء الأشخاص أكثر حبًا للوطن أو القومية أو الدين من أولئك الحكام وأعوانهم في السلطة.
عندما نحاول فهم واقعنا اليوم بتمعن سنجد الحرية والعدالة وحقوق الإنسان قد حبست في قفص ولم يبق منها غير بعض الشعارات، وأن الصور المتعددة لمفهوم العبودية النتنة هي السائدة في مجتمعاتنا، ولنفترض أننا وضعنا الدول العربية تحت المجهر لغرض إجراء فحص دقيق لإيجاد الدواء للأمراض التي يعاني منها المجتمع اليوم، فسنجد في قمة الهرم الشكل الحقيقي للعبودية، إذ لا يمكن لأي رئيس حكومة أن يبقى في مكانه إن لم ترض عنه الدول العظمى، وإن لم يقدم هو الأموال لبقاء تلك الدول في وضعية العظمى، وكذلك يتعهد بسجن شعبه في دوامة الخلافات والفقر وإشغالهم عن فكرة الوحدة والحرية، ليتمكنوا هم من تحقيق رغباتهم، ففلسطين ما زالت تنزف، ولبنان وسوريا ما زالتا تتألمان، ومصر والعراق وليبيا وغيرها من الدول ما زالت تعاني من مخلفات مرض العبودية.
فمتى سيدرك الشعب أنه أقوى وأنه هو الأساس لبناء الدولة، وقد كان الخلفاء الراشدين والقادة الأوائل حتى آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم لا يرضون أن يمتدحهم أحد أو يتملق لهم، ترى فلماذا تركض شعوبنا وتهرول خلف سيارات الحكام والمسؤولين عندما يخرجون إلى الشوارع، ولماذا يصفقون ويغنون لهم، ترى هل هم واهبي النعم التي يحيون بها، ألا يشعر الشعب أنه عندما يفعل ذلك فإنه سيجعل الحاكم يصاب بداء العظمة، ألا يشعر الشعب أنه عندما يصفق للمسؤول عند حديثه، دون التفكير بمضمونه إن كان صوابًا أم خطأً، فإنه بذلك سيساعده ليتمادى في فساده وطغيانه، فلو لم يجد فرعون من يخدمه ويحرسه ويعبده ويطيع أوامره، ترى هل سيكون عندها كما كان عليه حاله، ولنقس على ذلك من أعلى القمة إلى أصغر مسؤول في الدولة، فسنجد درجات العبودية تتجلى في تعامل الشعب والموظفين مع أولئك المسؤولين، فأحيانًا يكون التعامل مع الحكام بالتصفيق والهرولة وتطبيق القوانين الجائرة والسكوت عن الحق وتأييد الظلم، صورة من صور العبودية، حتى أفراد الأحزاب مشمولين بذلك، فتجدهم يمجدون ويعظمون قائد الحزب ويخافون منه، ويطبقون أوامره أكثر مما يفعلونه في عباداتهم مع خالقهم، حتى وإن كان ذلك يخالف أوامر الله سبحانه وتعالى، فللعبودية صورًا متعددة، فكما أن هناك خيوط رفيعة متداخلة بين اللونين الأبيض والرمادي اللذان دمجا في نقطة معينة، قد لا تُرى بشكل واضح من قبل الكثير، فكذلك درجات العبودية وصورها، ففي كثير من الحالات يقع الشخص في إحدى تلك الصور وهو يحسب نفسه أنه يحسن صنعا، إلا أن العلم الصحيح والقلب الصادق والشرف الرفيع، هم من يمنعوا الشخص من الوقوع في بحر الهوى، فلنكن من ألو الألباب الذين يفهمون الأمور على حقائقها، ولا يقعون في شباك العبودية وبكل أنواعها، فلا يغرهم رجال السياسة الذين افسدوا الدنيا، ولا رجال الدين الذين أكلوا أموال الناس بالباطل، ولا المفاتن التي تحيط بنا، من الخضوع لعبودية العباد والعيش في ظلمتها.
نعم نعرف الكثير من الرجال كانوا في حزب معين، وكانوا يتباهون بعبوديتهم لمسؤوليهم وقياداتهم، حتى على حساب دينهم وشعبهم وشرفهم، وبعد زوال ذاك الحزب وسقوطه وظهور أحزاب جديدة لا تقل ضررًا عن تلك التي ولت، لنجد نفس الوجوه هم من يهرولون للانضمام لتلك الأحزاب، واخذوا يصفقون ويطبلون بشكل أكثر من ذي قبل، حتى وصل الأمر لتلبية نداء مسؤوليهم لنشر الفتنة وإقامة فرق خاصة للإغتيالات، أليس كل ذلك يصب في درجة من درجات العبودية وقد طلي بطلاء التملق.
وقد نجد الجماهير يخرجون من بيوتهم إلى الشوارع عند افتتاح جسر أو ملعب أو حديقة ترفيهية، من قبل بعض الحكام أو المسؤولين، وقد تجمهروا لمدح الحاكم والهتاف باسمه، طمعًا للحصول على رضاه، وكأنه فعل ذلك من ماله الخاص، بل يعتبرون ذلك فضلًا منه عليهم، وهم قد خرجوا وكأنهم يسعون إلى المساجد لأداء فريضة صلاة الفجر أو العشاء، وعند البحث في حياة الحكام نجدهم يأكلون ما لذ وطاب ويطعمون الغرب وأسيادهم من مال الشعب، بينما يرمون فتات الطعام ليحيا عليه أبناءنا، فالإفراط في ذل نفس الشخص لإرضاء سيده هي خطوة متقدمة لسلم العبودية.
استطاعت بعض الدول والتي تسيطر على العالم اليوم، وكذلك حلفاؤها من تفريق المسلمين والعرب، فبعد الحرب العالمية الأولى شجعت عملاؤها من حكام العرب على السماح بإنشاء الأحزاب التي أخذت تفرق الشعب وتزرع الفتنة فيما بينهم، ترى ماذا استفدنا من تعدد الأحزاب غير الخلافات ونشر الفتنة وعدم الوصول إلى حلول لمشاكل الأمة المصيرية، وكذلك من تشديد الخناق على أفراد الشعب من قبل عناصر الجيش والشرطة والأمن غير إرضاء وحماية الحزب الحاكم والمسؤولين لحماية كراسيهم، وماذا استفاد الشعب من سن بعض القوانين المخالفة للفطرة أو للدين الإسلامي، أو من تلك المؤيدة للدول الفاسدة، حتى وصل الحال بالحكام لمنع بعض القوانين التي تخدم قضايا الأمة، وإشغال الشعب بالخلافات وتقسيمهم إلى مجموعات وقوميات ومذاهب، وإشغالهم بالبحث عن لقمة العيش في الوقت الذي نحيا وحولنا مختلف مصادر الطاقة، فقيام الشعب بانتخاب الفاسدين واللصوص والخونة، بعد أن ذهب خوفًا أو تملقًا إلى صناديق الانتخاب، هو ليس ضحية بل هو شريك في هذه الجريمة، وهو من أخذ بسلاسل العبودية و وضعها حول عنقه.
فكم من الأفراد اليوم يتقلبون ببن تلك الأنواع المختلفة من العبوديات، وقد يعلم هو بذلك أو لا يعلم، المهم أنه اعتاد على ألّا يكون حرًا، وقد عشق العبودية، بل لا يستطيع العيش إلا وهو تحت سقفها، يتلذذ بالذل الذي تذيقه له، وقد يذهب لأكثر من ذلك إذ يقوم بتزيين وتلوين تلك العبودية لتبدو في نظره ونظر أولاده ومن حوله، وكأنها جنة لا ينبغي الخروج منها.
حان الوقت لتحطيم كل قيود العبودية وبكل أنواعها، والتي تحيط بنا من جهاتنا الأربعة، ولا نخشى من بشر أو قوة، ولا شجر أو حجر، ولا أفكار أو معتقدات، ونحن نرفع راية الحرية، ونرتدي رداء العبودية الحقيقية لله رب العالمين، حتى نعود كما ولدتنا أمهاتنا أحرارًا.