بقلمى محمد عنانى
أَتسَاءَلُ يَاَ بَيرُوت
مَن أَبدَلَ وَردَكِ بِالبَاَرُود
مَن حَرَقَ خَضَاَرَ العُود
مَن قَتَلَ الطِفلَ المَولُود
مَن حَجَبَ الأمَلَ المَوعُود
أَتَعَجَبُ يَاَبَيرُوت
مِمَن طَعَنُوكِ بِخِنجَرَ مَسمُوم
وَاَحَاَلوا صَفَاَءَ سَمَائكِ لِغُيُوم
وَعَلَىَ الأَكتَاَفِ جِبَاَلَ هُمُوم
مِمَن جَعَلَ الكُلَ بِأَرضكِ مَظلُوم
مَاَبَينَ أَنيِن جِرَاَحٍ أو مَكلُوم
قَد صَاَر العَقل بِحقٍ مَصدُوم
هَل يُنسَىَ هَذَاّ اليَومُ المَشئُوم
هَل هَذَاَ الأَلمُ طَويِلاً سَيَدُوم
أَتسَاءَلُ يَاَ بَيرُوت
مَن دَاَس بِأقدَاَم الظُلم زُهُورِك
مَن غَطَى بِسَوَاَدِ اليَأسِ عَلَى نُورِك
مَن جَفَفَ نَبعَ المَاَِء بِنَهرِكِ وَبُحُورِك
مَن وَأَدَ الفَجرَ واغتَصَبَ بِلَيلٍ حُورِك
مَن زَرَعَ الفِتنَةَ قُنبلة هَدَمت سُورك
واختَطَفَ مِن القَلبِ مَعَاَنِىِ سرورِك
أَتَمَنىَ يَاَ بَيروت
أَن تُكسَرَ أَنيَاَبَ الطَاَغُوت
وكَذَاّ أَصحَاَب السُلطَةِ والجَبَرُوت
أن تُشرِقَ كَالعَاَدةِ شَمسُك
ويُرَفرِفُ بِالوِحدَةِ خَفَاَقا عَلَمُك
وتعودين عَرُوسَاً يَاَبَيروت كَعَهدِك
وقَلائد أَطيَاَر الأمل على صَدرِك
وبأرقى أنواع العِطر يُعَطَرُ ثَوبِك
يَاَ أجمَل مِن عقد المَاَس أو الياَقُوت
يا بيروت يابيروت يابيروت