أمل تحقق
نقلها ناصف ناصف
شعر الدكتور عبد الوهاب برانية
في أول عملي مدرسا بكلية اللغة العربية بإيتاي البارود، كنت أرى شيخا يقود طالبا كفيفا ويصطحبه كل يوم إلى كليته، ذهابا وعودة، لم يكن هذان الشيخان إلا والدا وابنه المكفوف الشيخ أحمد سمير، كان يأتي به كل يوم من مدينة كفر الدوار إلى إيتاي البارود وينتظره خارج الكلية حتى يفرغ من يومه الدراسي ثم يعود به إلى مدينته، وكنت أنظر في وجه الوالد فأرى أملا يخايله بأن يكون ابنه مدرسا بهذه الكلية التي يتلقى فيها علومه، فكنت أكبر فيه ذلك الطموح وتلك التضحية التي يقدمها يوما بعد يوم من أجل ولده، وهاهو اليوم يهاتفني ليدعوني لحضور مناقشة ولده في رسالة العالمية الدكتوراه يوم الأربعاء الموافق 10/2/2021م معلنا عن تحقق الحلم للحالمين بالجد والعمل والأمل.
من نحو عِقْدٍ ونصف العِقْد قابلني
نموذجٌ يُقْتَدَى في العلم والدينِ
قد كنت إذ ذاك في إيتايَ مدرستي
مُدَرِّسًا طُلْعَةً في بدء تعييني
قد كان يأتي شُيَيْخٌ في محاضرتي
يقوده والد كلَّ الأحايينِ
وقد تعلق هذا الابن والدَه
كما تعلقَ مفتونٌ بمفتونِ
قد كنت أنظر في عيني صغيرهما
فأرتئي فيهما نورا يباديني
وكنت أنظر في عيني كبيرهما
فأرتئي أملا في قلبِ محزونِ
أظنه أملا قد راح يحمله
للشيخ أحمدَ في مَرْبًى وتكوينِ
بأن يراه جليل العلم مطلعا
لكي ينير به آفاقَ معيونِ
فأنت يا أحمدٌ ترنو لعالمنا
من عالَم نضِرٍ جمِّ التفانينِ
والكل دونك في مرأى ومُسْتَمَعٍ
والكل دونك في ثُقْلَى الموازينِ
أبشرْ سميرُ أخي قد بات أحمدنا
نجما تُضَاءُ له كلُّ الميادينِ