نبيل أبو الياسين: يدعو الرئيس التركي بفتح المعابر أمام مرضى سرطان الشمال السوري
كتب: عصام علوان
طالب”نبيل أبوالياسين” رئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان والباحث في القضايا العربية والدولية، في تصريح صحفي صادر عنه اليوم «الأحد» للصحف والمواقع الإخبارية، الرئيس التركي الإنسان “رجب طيب أردوغان” بفتح المعابر أمام مرضىّ السرطان في الشمال السوري الذين يعانون من نقص الإدوية وإنعدام الرعاية الصحية لهم، ليتلقوا العلاج داخل الدولة التركية كعمل إنساني بحت بعيداً عن أي معتركات سياسية، فالعالم تركهم يموت تحت الأنقاض عقب الزلزال فهل يتركون اليوم يموتون جراء السرطان القاتل دون علاجهم؟.
وأضاف”أبوالياسين” أن العالم بأسره يشاهد مرضى السرطان في الشمال السوري، وهم ينتظرون أجلَهم البطيئ، وهذه هي حالة المرضىّ في شمال غرب سوريا حيث تسيطر المعارضة عليه، فيعاني أكثرُ من 3 آلاف مصاب من السرطان، وأطلق ذوي المصابين والناشطون حملة للإسراع بعلاجهم، ويأتي هذا وسط الفقر الشديد في المنشآت الطبية المُعدة لعلاج الأمراض الخبيثة في الشمال السوري، فهل تستجيب تركيا للمناشدات الإنسانية التي أوصدت أبوابها أمام دخول مرضىّ السرطان، ولم يسبق لهم العلاج في مستشفياتِها بعد تضرر المشافي عقب الزلزال.
وأقدم ناشطون سوريون اليوم على حلق رؤوسهم تعبيراً عن تضامنهم مع مرضىّ السرطان في شمال غرب سوريا، بعدما توقفت رحلة علاج العديد منهم إلى المراكز الصحية التركية إثر الزلزال المدمر الذي ضرب طرفي الحدود في فبراير الماضي، وكانت “تركيا” قد أغلقت معبر باب الهوىّ الذي يجتازه المرضىّ من أجل تلقي العلاج على الطرف الآخر من الحدود، وعاودت فتحه في وقت سابق قبل أسابيع لبعض الذين كانوا يتلقون العلاج قبل وقوع كارثة الزلزال.
وأطلق الدفاع المدني السوري المعروفة بأسم “الخوذ البيضاء”، حملة”أنقذوهم” لمساعدة مرضىّ السرطان، وقال: في بيان له إن يوم إضافي واحد من إنتظار العلاج يمكن أن يكون حاسماً في حياة مرضىّ السرطان وذويهم، يوم واحد قد يحمل المزيد من المعاناة ويقلل فرص الشفاء ويحوّل الأمل ومحاولات الصمود إلى يأس كبير وسوداً على عائلاتهم، فهل يتخلى عنهم العالم كما فعلوا سابقاً أثناء الزلزال المدمر ولا يتحرك أحد إلا بعد وقوع الكارثة الإنسانية ويموت الكثير والكثير منهم؟.
وفي وقت سابق إنتشرت عدة حملات عبر منصات التواصل الإجتماعي تفاعل معها الكثيرون عبر وسوم “#أنقذوا_مرضى_السرطان”، وآخر “#السرطان_لا_ينتظر”،
وحذر حقوقيون وناشطون وغيرهم وكان أبرزهم “فريق ملهم التطوعي” في وقت سابق، من أنّ عدة آلاف المرضىّ يواجهون الموت البطيئ بعد حرمانهم من العلاج، مبيناً أن الحل الوحيد هو خروجهم من المنطقة بأسرع، وقت ممكن ليخضعوا للعلاج الإشعاعي، وأكد: في منشور له على صفحتةُ بموقع التواصل الإجتماعي”تويتر”أن الشمال السوري غير مُهيأ لعلاج مرضىّ السرطان وتجاهله المجتمع الدولي لهم معناه موتهم بالبطيئ.
وحمل”أبوالياسين” المجتمع الدولي المسؤولية الكاملة أمام القطاع الطبي في الشمال السوري الذي أنهكه الإستهداف الممنهج من قبل النظام السوري، وحليفه الروسي وإستنفده الزلزال المدمر، ويكافح أكثر أن ثلاثة ألاف مصاب بالسرطان في شمال غربي سوريا، للحصول على الرعاية الطبية، غارقين بمأساة إنتظار تلقي العلاج والآثار المدمرة للسرطان، ويعيشون تحديات كبيرة في ظل ندرة موارد الرعاية الصحية وغيرها من الموارد الأساسية.
كما حملة مسؤولية التراخي لإستجابة نداءات الأطفال السوريون الذين يستغيثون عبر بعض الفضائيات أنقذوا مرضى السرطان “نحن بشر ويحق لنا الحياة”، متساءلاً ؛ هل نسيتم إستغاثة ذوي ضحايا الزلزال الذين ماتوا تحت الإنقاض دون أي إستجابة سريعه لإنقاذهم؟،
وها نشاهد ونسمع اليوم صرخات الأطفال السوريون وهم يطلقون عبر الفضائيات ليلفتوا الأنظار إلى آلاف الأطفال المصابين بمرض السرطان في منطقة إدلب شمالي سوريا، حيثُ قالت: طفلة سورية نحن هنا بدنا صوتنا يوصل لكل العالم، أطفال صغار أكثر من “3100” حالة مصابة بالسرطان وبحاجة لمساعدة والدعم لتأمين العلاج اللازم، ونحن هنا بشر يحق لنا الحياة مثل الأخرين فهل تستجيبوا لنا الآن أم تتركونا نلاقي الموت كما تلقاه من سبقونا تحت أنقاض الزلزال المدمر؟ فهم صرخوا مثل ما نصرخ الآن ولم يتحرك العالم إلا بعد وقوع الكارثة !.
ولفت”أبوالياسين” إلى الوصية المؤثرة من طفل سوري مريض بالسرطان والذي تناولتها بعض الفضائيات “لاتقطعوا الخبز عن أمي، وفي رسالة مؤثرة وجّهها الطفل السوري النازح “عمر صاحب الـ9 سنوات”، المصاب بمرض السرطان، إلى الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، لمنحه فرصة للعلاج في تركيا،
وقال” عمر” الذي يعيش في مخيمات النزوح بالشمال السوري الخاضع لسيطرة المعارضة، إنه سافر إلى تركيا مرة واحدة لتلقي العلاج، إلا أنه لم يتمكن من العودة بعد إغلاق الحدود.
وأفاد الطفل”عمر” بأن السلطات التركية تمنع دخول المرافقين مع المرضىّ بعد بلوغهم سناً معيناً، وأنه لا يستطيع السفر دون والدته، وطلب عمر ببراءة من أحد رجال الإغاثة في جمعية “فريق الإستجابة الطارئة” الخيرية أن يتوسط له لدىّ الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، وتابع “عمر”الذي أنهكه المرض عندما سأله المسعف عن رسالته للرئيس التركي، قولوا له إننا كشعب سوري حبيناك، بدك تتركنا نموت؟!، وفق ما قال الطفل السوري.
وقد غالب الطفل”عمر” الدموع وهو يملي على المتطوع في جمعية الإستجابة، وصيته الأخيرة، قائلًا؛ إن وصيتي الأخيرة “لا تقطعوا الخبز عن أمي كي لا تجوع”، وزاد الطفل بكلمات مؤلمة أمي كسرت ظهري، لأنها تتألم كلما رأتني أتألم أعلم أني هموت، وإنهار الطفل باكياً وهو يقول: إن وصية والده الأخيرة له قبل وفاته“لا تبك لأنك زلمة”، حيثُ؛ يعيش الطفل”عمر” في خيمة أشبه بالفرن تفوق درجة الحرارة فيها أكثرمن “50” درجة مئوية، مع بصيص أمل أخير بعلاجه بعد ما تسمح له السلطات التركية بالدخول عبر معبر باب الهوى الذي يجتازه المرضىّ من أجل تلقي العلاج على الطرف الآخر من الحدود.
وإستطرد”أبوالياسين” حديثة وهوا متأثراً حيثُ قال: إننا أصبحنا جميعاً عاجزون أمام طفل! و”عمر” يعُد ضمن أكثر من 3100 مريض سرطان يعيشون على حلم العلاج، في ظل أننا كمدافعين عن حقوق الإنسان وغيرنا بل، والجميع بما في ذلك المجتمع الدولي، نقف اليوم عاجزين عما يحدث في الشمال السوري، بعيداً عن الصراعات والنزعات السياسية التي أنهكت البلاد والعباد فيها بل نتحدث عن الشق الإنساني، فمنذ 12 عاماً واجه هؤلاء الحرب والزلزال والكوارث، ولكن اليوم عاجزون أمام الطفل “عمر”، الذي يحلم بأن يتلقى العلاج الكيميائي، وآمل الطفل “عمر” لا يريد أن يموت، حتى لا يتسبب في حزن والدته عليه، إنه طفل يتيم لا تملك والدته ثمن الخبز، وأبنها أمامها يموت وهو يعلم ذلك وتعجز عن عمل أي شيئ له أليس هذا قمة الإنتهاك للإنسانية وحقوق الإنسان؟.
وحث”أبوالياسين” المجتمع الدولي على التدخل بشكل عاجل لإنقاذ آلاف الأطفال من مصابي السرطان، المحرومين من الرعاية يصارعون الموت في شمال سوريا بسبب عدم وجود مستشفى يعالج هذا المرض وعدم قدرتهم على عبور الحدود، فهل ينبغي أن نذكّر العالم بأن حياة الأطفال مقدسة، وأن هؤلاء الأطفال قد يكونون أطفالنا، لذا؛ أدعو جميع المنظمات الحقوقية والإنسانية، وجميع الدول المانحة إلى العمل يداً بيد من أجل بناء مراكز لإنقاذ حياة هؤلاء الأبرياء والسماح بتوفير علاج مستمر لهم داخل الأراضي السورية فضلاً عن؛ إستجابة السلطات التركية في الوقت الحالي بفتح المعابر وإستقبال المرضى لعلاجهم.
وختم”أبوالياسين” تصريحة الصحفي حيث قال: أطالب الآمم المتحدة، والدول العربية والغربية، والإتحاد الأوربي بالتدخل فوراً لإنقاذ الأطفال المصابين بالسرطان في الشمال السوري، وإرسالهم لتلقي العلاج في الخارج أو إنشاء مراكز مجهزة لعلاج هؤلاء الأطفال بشكل عاجل في إدلب، لأنه لا توجد مستشفيات لعلاجهم، والأطفال الصغار وصلت صرخاتهم إلى جميع دول العالم، ويتمنون الموت هرباً من الألم، فهل تقوم المنظمات الدولية المعنية بالصحة، وحقوق الأطفال إلى القيام بدورها في الشمال السوري الذي يفتقد الأطفال المرضى فيه أبسط الأدوية لعلاجهم أو حتى تخفيف آلامهم؟.
منواصلاً؛ أن السرطان يعُد إختبار صعب وصراع كبير آلاماًُ بالليل وآلاماًُ بالنهار، وأهلنا وأطفالنا المصابون في الشمال السوري يعانون، ويقاومون كل يوم بإرادة لا توصف، ولكن اليوم لم يعد عندهم مجال للصبر على هذا، وأصبحوا اليوم هم بحاجة ماسة للمساعدة والمساندة ليشفوا، ويعودوا من جديد ويحقّقوا أحلامهم لنفرح بها جميعاً، مثلهم مثل أي مصاب يحصل على العلاج في أي دولة من دول العالم بالشكل الصحيح ويستطيع أن يُشفى من جديد وهؤلاء بشر يستحقون أن يعاملوا كبشر، لذا؛ ومن أجل هذا دعونا نرفع الصوت جميعاً، ونوصل رسالتنا لنستطيع إدخال الدواء لمرضىّ السرطان في الشمال السوري ويعود الأمل لهم ولنا من جديد.